أروع قصص التراث الأخوة والصندوق تصميم الصورة ريم أبو فخر |
ليس كل ما يلمع ذهباً
فعلاً ، لطالما خدعتنا المظاهر الفارهة والتي هي في أغلبها فارغة ولطالما فرحنا بالفوز بالقشور الزائلة فقط لأنها سهلة المنال ، بدل أن نسعى ونأمن أن الوصول إلى اللب بصعوبة ،هو السبيل للفوز الحقيقي طويل الأمد ولو بعد حين
مقالنا اليوم من التراث العربي الجميل والقديم ، رواية أعجبتني بها من العبر ما يشجعني على نقلها كما هي ، والنهاية سوف تشرح لكم ماقلته بالبداية ،الأخوة والصندوق ،
إليكم الرواية....
يحكى أن شيخاً من مشايخ القبائل كان له أربعة أبناء فلما أحس بدنو أجله أمر أحد خدمه بإحضار أربعة صناديق ذات أقفال
قام الشيخ خفية دون علم أحد ووضع بداخلها أشياء ثم كتب على كل منها أسم واحد من أبنائه ، وبعد ذلك جمعهم وقال : يا أبنائي إن الدنيا فانية زائلة وأنني قد قسمت بينكم قسمة عادلة ، وقسمتي موجودة في هذا الصندوق فلا تفتحوه إلا إذا زارني الموت ، وليرض كل منكم بما قسمته له ،
وإن أختلفتم فيما بينكن فرجعوا إلى الحاكم الفلاني ، وسمى لهم رجل مشهور بالحكمة من قضاة العرف وأسأل الله لكم الهداية والسداد
وبعد أيام توفي الشيخ ، فاجتمع الأبناء الأربعة وقال كبيرهم ، هيا بنا نفتح الصناديق المغلقة وليرضى كل منا بقسمته ، فلما اجتمعوا وفتحوها ، وجد أكبرهم السيف وخاتم الرئاسة والراية ووجد أخوه الثاني الرمل والحجارة ووجد أخوه الثالث العظام أما الرابع فوجد في صندوقه الذهب والفضة
عند ذلك اختلفوا فيما بينهم لأنهم طمعوا في نصيب أصغرهم فتذكروا وصية أبيهم بالرجوع إلى الحاكم المشار إليه
فقالوا لابد أن نتحاكم إلى القاضي الذي ذكره والدنا ، وكان بعيداً عنهم فأعدوا العدة للسفر إليه
بدأت الرحلة وخرج الأخوة من قريتهم
فلما قطعوا ربع المسافة فإذا بثعبان صغير اعترض طريقهم ، فهب إليه أصغرهم ليضربه فأخطأ ففتح الثعبان فمه حتى كان يسد الطريق من شدة ثورته ، ثم إنهم حاولوا الهرب حتى نجوا ، وواصلوا المسير ولما مضى الربع الثاني من الطريق وجدوا جمل في أرض جرداء قاحلة ، وكان الجمل سميناً لا يظهر عليه جدب الأرض وفقرها
ثم مشوا قليلاً فوجدوا جملاً آخر هزيلاً في روضة خضراء يانعة ، استغربوا هذه الحالة بشدة وواصلوا مسيرهم ،و لما بقي من المسافة القليل وجدوا طائراً يطير حول سدرتين كل ما وقع على أحداها أخضرت ويبست الأخرى فإذا وقع على اليابسة أخضرت ويبست الأخرى
أدهشهم هذا الأمر فمضوا في حيرة من أمرهم حتى وصولوا إلى القرية التي فيها القاضي فسألوا عن منزله ، ولما طرقوا الباب فتح لهم شيخ كبير ضعيف البصر فسألوه عن القاضي ، هل هو موجود قال نعم هو أخي الأكبر وهو في تلك الدار ، وأشار إلى دار مجاورة ، فذهبوا إليه وهم في دهشة ، كيف سيقضي بيننا وهو شيخ هرم فان
إذا كان هذا أخوه فكيف هو ؟؟؟
طرقوا الباب استقبلتهم امرأة بتحية ورقي ، فسألوها عن القاضي فقالت نعم ادخلوا إلى المجلس حتى يأتيكم ، فدخلوا ،فجهزت لهم القهوة ثم دخل عليهم وسلم.........
لكي تكمل الرواية تابعنا عزيزي القارئ في المقال اللاحق حيث سنستعرض أحداث مذهلة وشيقة.
الكاتب :حسن فروخ
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك