كواكب مضيئة في فلك العلوم - الجزء الثّالث - بيان فتاحي

 كواكب مضيئة في فلك العلوم 
تصميم الصورة ريم أبو فخر 

من المؤكّد أنّ ما وصلنا إليه في يومنا هذا يعود فضله للعلماء القدماء، هم الّذين وضعوا قواعد العلوم الأساسية وأوصلونا لدرجات راقية من المعارف.

سنتابع في هذا المقال ما تحدّثنا عنه في الجزء السابق  " نبذة مختصرة عن بعض العلماء القدماء " 

العالم محمد بن محمد بن عبد اللّه الادريسي : 

المشهور بـ " |الإدريسي |" ، قائد علم الخرائط ومؤسّس علم الجغرافيا .

يعود نسب كوكبنا للإمام عليّ بن أبي طالب.

هو عالم درس العديد من العلوم ؛ من أهمّها الجغرافي و الطّب والصيدلة والرّياضيّات .

يـُقال أنّه وُلِد في العام 1110 ميلادي في مدينة سبته في المغرب ، ونشأ وتعلّم في الأندلس.

سافر وزار العديد من البلدان مثل مصر والحجاز والقسطنطينيّة كما زار فرنسا وانتهى به المطاف في جزيرة صقليّة.

كان ملك صقلية في تلك الأيّام محبّاً للعلم والعلماء فقرّب العالم الإدريسي منه ، و لاحظ براعته و دقّته في |رسم الخرائط|، فطلب الملك من الإدريسي أن يرسم خريطة للعالم كاملاً وقام بتمويله مادّيّاً لكي يرسم العالم على كرة من الفضّة، فخرجت من أنامل الإدريسي خريطة عالية الدّقّة ، ولكن ومع الأسف فُقِدت الخريطة في حروب صقلّية .

كما طلب الملك من الإدريسي رسم خريطة كبيرة على أحد جدران القصر، وفعلاً قام الإدريسي برسم تلك الخريطة بناءً على طلب الملك 

أشهر مؤلّفات الإدريسي : 

- الجامع لصفات أشتات النّبات : وصف الإدريسي النّبات في هذا |الكتاب| في دقة متناهية وكذلك |الحيوانات| والطّيور ، بالإضافة للاستخدامات الطّبيّة للنباتات وكيفية استخدامها في العلاج.

- كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق : وهذا الكتاب لا زال يُعتبر مرجعاً متداولاً إلى يومنا هذا، هو أول كتاب يعترف بكرويّة الأرض وقسّم العالم فيه إلى 7 أقاليم وكل إقليم يحوي 10 أقسام، 

وألحق بالكتاب أكثر من 70 خريطة تصف العالم بدقّة عالية، كما ترجم هذا الكتاب للعديد من اللّغات مثل اللاتينية والإنكليزيّة والفرنسية وكذلك اللّغة الألمانيّة.

- كتاب الممالك والمسالك.

العالم " محمد بن أحمد بن سعيد التّميمي " :

ولد في العام 990 ميلادي في مدينة القدس، وتعلّم فيها| الطّب| ثم انتقل إلى القاهرة.

درس هذا العالم الطّب والأدوية وتركيبها وكذلك السّموم .

شرح التميمي طرق انتقال الأمراض والأوبئة وهو أوّل من شرحها بدقة عالية.

من أشهر كتب التميمي:

- كتاب مادة البقاء في إصلاح فساد الهواء: حيث اخترع مادّة يمكن استخدامها لتنقية الهواء أثناء تلوّث الهواء وانتشار الأوبئة، وهو أول كتاب تحدّث عن تلوّث الهواء وعن| البيئة |والتّلوّث .

- كتاب الترياق : تحدّث فيه عن السموم وكيفية صنع الأمصال من لدغات العقارب والثعابين.

كما اخترع العديد من| الأدوية| التي استخدمت في ذلك الزمن، كما أنّه أوّل من حضّر الكحول والماء المقطّر.

هذا الكوكب المضيء يعتبر من أهم المؤسّسين لعلم الأدوية.

مما تحدّثنا وأزدنا لن نعطي هؤلاء العلماء ما يستحقّونه لتقدير جهودهم وعلمهم.

برأيكم هل سيخرج من جيلنا هذا علماء مثلهم أم أنّهم كواكب عالية لا يمكن أن تتكرّر؟

بقلمي بيان فتاحي