كيف يختار البعوض أهدافه ولماذا؟ تصميم الصورة رزان الحموي |
وفي خضّم انشغالهم بالأحاديث والأوقات الممتعة، تبدأ حشرات البعوض بإقلاق راحتهم
ولكنها لا تهاجم جميع الحاضرين، فهناك من يتعرّض للّدغ أكثر من غيره
فما الذي يجعل شخصاً ما أكثر عرضةً لمهاجمته من قبل الناموس ( البعوض )؟
هل يتعلّق الأمر بطبيعة دمائه؟
أم أن رائحة الجسد هي العامل المهم؟
أم أن الأمر أبعد من ذلك؟
على ماذا يتغذى الناموس؟
يعتقد الكثير من الناس بأن الناموس يتغذى على دماء البشر والحيوانات، وهذه| المعلومة خاطئةٌ| تماماً رغم أنها شائعةٌ جداً
فالناموس عادةً يتغذى على رحيق الأزهار، ولكن إناث بعض أنواع البعوض تستخدم دماء الكائنات الأخرى لمساعدتها على انتاج البيوض
ولذلك فإن الإناث فقط هي التي تلدغ البشر، وليس الذكور، فالدهون والبروتينات الموجودة في الدماء مفيدةٌ جداً لإنتاج بيوض البعوض.
ما أهمية الدماء لأنثى البعوض؟
تساعد الدماء أنثى البعوض على تنشيط جهازها التناسلي، ما يجعلها قادرةً على إنتاج أعدادٍ كبيرةٍ من البيوض خلال أيامٍ فقط،
ويساعد البيوض على النمو والتحوّل إلى| حشراتٍ |ناضجة وقوية البنية فيما بعد، ولكن ما الذي يجعل| البعوض| يستهدف أشخاصاً دون غيرهم؟
البعوض ينجذب إلى روائح جلدٍ محددة:
تختار أنثى البعوض أهدافها بناءً على عدة معايير، فالأمر لا يتعلق بطبيعة الدم الذي تفضّله، ولا يعتمد على| فصيلة دمٍ| محددة، بل هو أعمق من ذلك،
فأجسام البشر تكون عادةًما مليئةً بالجراثيم والكائنات الدقيقة، وهذه الجراثيم تنشر رائحةً معينة بحسب أنواعها، وبعض تلك الروائح تجذب الناموس أكثر من غيرها.
يفضّل البعوض مواد معينةً تنتشر على الجلد:
تختلف بشرة البشر من شخصٍ إلى آخر، وهي تنتج أشكالاً من الأحماض والدهون بكمياتٍ ونوعياتٍ مختلفة، وقد دلّت الدراسات إلى أن البعوض ينجذب أكثر إلى الأشخاص الذين تنتج جلودهم كمياتٍ أكبر من| حمض اليوريك|، وحمض اللاكتيك الذي يفرزه جلد الأشخاص الأكثر نشاطاً وحركة.
عوامل أخرى تجذب الناموس:
عاملٌ آخر قد يكون من أهم العوامل الجاذبة للناموس، وهو درجة حرارة الجسم، حيث ينجب الناموس للأجسام الأكثر دفئاً،
وإضافة إلى درجة حرارة الجسم، فهناك تأثيرٌ كبيرٌ لغاز ثنائي أكسيد الكربون الذي يجذب البعوض إلى الأشخاص ذوي الزفير الأقوى، وكذلك يؤثر لون لباس الشخص على جذب البعوض الذي ينجذب إلى ألوانٍ محددة.
عملياتٌ مرافقة لامتصاص الدم:
عندما تحطُّ أنثى البعوض على الجلد، فإنها لا تبدأ فوراً بامتصاص الدماء، بل تقوم أولاً بجولةٍ استطلاعيةٍ لتحديد أفضل مكانٍ لامتصاص الدم منه،
وعند تحديد ذلك المكان، فإنها تغرس فيه خرطومين، الأول لامتصاص الدماء، والثاني لحقن الجلد بمواد تمنع تخثّر الدماء
وقبل أن تبدأ بالامتصاص فإنها تحقن الجلد بمادةٍ تشبه المخدّر الموضعي، الذي يمنع الشخص من الشعور بلدغتها حتى تنتهي من عملها.
وبذلك نكون قد عرفنا كيف يختار الناموس ضحاياه
فإذا أعجبك ذلك فشارك المقال.
بقلم سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك