ألمانيا وأوروبا بين الحربين العالميتين تصميم الصورة وفاء المؤذن |
الوجه الآخر للولايات المتحدة الأمريكية:
حاولت| فرنسا| وبريطانيا التهرّب من تسديد الديون لأمريكا، خاصةً بعد أن استولى |الشيوعيون |على السلطة في| روسيا |وامتنعوا عن سداد ديون روسيا القيصرية
ولكن| الولايات المتحدة |كشّرت عن أنيابها، وأصرّت على استرجاع ديونها، ولذلك لم يكن هناك بدٌ من مساعدة| ألمانيا |للنهوض مجدداً لكي تسدد ما عليها فيتمكن الأوروبيون من تسديد ديونهم للأمريكيين.
التنبؤات السوداوية تتحقق:
بعد سنوتٍ قليلةٍ من |معاهدة فيرساي|، بدأت توقعات "جون كينز" تتحقق، فقد قرّرت الحكومة الألمانية طباعة المزيد من النقود، فارتفع التضخم بشكلٍ كبير، وغرقت ألمانيا في العجز الاقتصادي، فلم تستطع دفع التعويضات للأوروبيين
فقامت فرنسا بحشد قوّاتها ودخلت الأراضي الألمانية الغنية في منطقة "الرور"
فأمرت الحكومة الألمانية عمّالها بمقاومة الفرنسيين بالامتناع عن العمل وقفل المناجم والقيام بالإضرابات وتخريب المصانع لكي لا يستطيع الفرنسيون أخذ أي شيء.
الولايات المتحدة تقرر إنقاذ ألمانيا:
كانت المنطقة التي دخلتها القوات الفرنسية هي منطقة صناعية غنية بمناجم الفحم والمعادن، فكانت وارداتها تشكلُّ جزءً كبيراً من العائدات الألمانية
وبدخول الفرنسيين إليها خسرت ألمانيا تلك العائدات فغرقت بالعجز الاقتصادي أكثر وأكثر، وارتفعت الأسعار بشكلٍ جنوني، وانخفضت قيمة المارك الألماني، لدرجة أن رغيف الخبز وصل إلى مئتي مليون مارك، سنة 1923
وهنا أدركت| أمريكا |بأن الأوضاع في| أوروبا |لا تسير لمصلحتها فكلّفت "تشارلز دوز" بإعداد خطةٍ لإنقاذ الوضع في ألمانيا.
خطة الإنقاذ الأمريكية تعود إلى مقترحات "جون كينز":
نتيجةً لخطة الإنقاذ الأمريكية لألمانيا، تم إقراضها مبلغ خمسةٍ وعشرين مليار دولار، لمدة ست سنوات، كما تم تقليل التعويضات المفروضة على ألمانيا إلى اثني عشر مليار دولار
وتمديد فترة السداد بحيث لا تعيق النمو الاقتصادي لألمانيا، كما رأت الخطة ضرورة خروج القوات الفرنسية من ألمانية، وخاصة منطقة "الرور" الصناعية، لكي تبدأ بالعمل من جديد
إضافةً إلى فتح الأسواق الأوروبية أمام الصادرات الألمانية.
أزمة الكساد الأمريكية وتبعاتها:
بعد خمس سنواتٍ من إطلاق خطة الإنقاذ الأمريكية، والتي كانت في الحقيقة عودةٌ لمقترحات "جون كينز"، استطاعت ألمانيا أن تقف من جديد، فبدأ اقتصادها بالتحسن والانتعاش
حتى أن ألمانيا أصبحت عضواً في عصبة الأمم، فبدا حينها وكأن العالم يمضي نحو مستقبلٍ أكثر استقراراً وأماناً، ولكن ذلك لم يستمر طويلاً
فسرعان ما وقعت الولايات المتحدة في| أزمة الكساد |الكبير سنة 1929، وذلك ما انعكس سلباً على جميع الدول المرتبطة بها اقتصادياً.
هتلر يستلم الحكم في ألمانية:
كانت ألمانيا من أكثر الدول تضرراً من أزمة الكساد الأمريكية، فعادت الأوضاع تزداد سوءاً، ونشطت مجدداً الحركات والأفكار المتطرفة مثل الأفكار النازية، التي سرعان ما وجدت طريقها إلى سدة الحكم
فأصبح| هتلر| زعيماً لألمانيا، وراح يخطط لاستعادة القوة الألمانية العسكرية والاقتصادية لأخذ الثأر من الأوروبيين الذين أذلوا الألمان واستعبدوهم، وهكذا سار العالم نحو| الحرب العالمية| الثانية.
هل كان من الممكن تجنيب العالم ويلات الحرب العالمية الثانية لو استمع الحلفاء لعقل المنطق المتمثل بمقترحات "جون كينز" منذ البداية، نرجو مشاركة المقال لكي نعرف آراء أكبر عددٍ ممكنٍ من الناس.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك