ما هو سر شهرة البنوك السويسرية وثقة الناس بها؟ تصميم الصورة ريم أبو فخر |
الانقلاب على أصدقاء الماضي:
في فترة الاحتجاجات والمظاهرات الفرنسية ضد الملك فيليب الرابع، لم يجد الملك مكاناً يختبئ فيه سوى مقر| فرسان الهيكل|، فهو المكان الأكثر تحصيناً في| فرنسا| آنذاك
وهناك شاهد الملك كمية الكنوز التي يملكونها، فبدأ يخطط للحصول على تلك الكنوز.
وما أن ضعفت سطوة الفرسان وانخفض تأييدهم الشعبي، حتى بدأ الملك فيليب باتهامهم بالكفر وعبادة الشيطان وغير ذلك.
حملة فيليب الرابع للتخلص من فرسان الهيكل:
في عام 1307، بدأ الملك فيليب يقبض على فرسان الهيكل المتواجدين في فرنسا، كما بدأ بالضغط على| البابا |لكي يدعمه في موضوع التهم التي اتهمهم بها، فكان له ذلك بعد سبع سنواتٍ من الضغط
وسرعان ما انساقت الدول الحاضنة لفرسان الهيكل وراء أعمال الملك فيليب، فبدأت بمطاردة الفرسان والقبض عليهم
وقد قام الملك فيليب بإعدام الكثير من قادة فرسان الهيكل حرقاً أمام عامة الناس
وعندما استتب له الأمر، دخل مقر الفرسان للسطو على كنوزهم، ولكنه لم يجد منها شيئاً.
اختفاء كنوز فرسان الهيكل:
لم تكن كنوز فرسان الهيكل في فرنسا هي الوحيدة التي اختفت، فمعظم مقرّاتهم في الدول الأوروبية وُجدت خاليةً من الكنوز عند دخولها، ولا يزال سر اختفاء تلك الكنوز مجهولاً حتى الآن
ولكن إذا عرفنا بأن الكثير من الفرسان تمكنوا من الهروب والاختفاء، فسنعرف بأنهم أخذوا تلك الكنوز معهم.
أين ذهبت الكنوز:
من المرجّح بأن فرسان الهيكل الهاربين من بطش\ الدول الأوروبية|، قد وصلوا إلى سكوتلندا وسويسرا، وكانت سويسرا في تلك الفترة بلداً فقيرةً جداً تعتمد على الزراعة
ولكن عندما حاولت النمسا مهاجمة بعض المقاطعات المتمردة في سويسرا سنة 1315، استطاعت |سويسرا |صد العدوان، وأظهرت قوةً عسكريةً غير معهودةٍ لديها وغير متوقعةٍ منها، ما يشير إلى مساعدة فرسان الهيكل لها.
دلالات انتقال فرسان الهيكل إلى سويسرا:
بدأت السمعة العسكرية لسويسرا ترتفع بعد صدّها لقوات النمسا المهاجمة، وكثرت الروايات الشعبية عن قدوم فرسانٍ بأزياء بيضاء إلى سويسرا منذ عام 1307، من المرجح أنهم بقايا فرسان الهيكل
وبعد ذلك بمئتي سنة تقريباً، عين البابا حرّاساً للفاتيكان من فرسان الهيكل، وأصبح علم سويسرا شبيهاً جداً بعلم فرسان الهيكل.
إعلان سويسرا دولةً محايدة:
في عام 1798، تعرّضت سويسرا لغزوٍ عسكري من فرنسا، قبل وصول| نابليون بونابرت| إلى السلطة، وفي مؤتمر باريس المنعقد سنة 1815، أُعلنت سويسرا كدولةٍ محايدة، لا تدخل في أية حروبٍ أو صراعاتٍ دولية، وأصبحت سويسرا منذ ذلك الوقت، دولةً محايدةً مالياً، واعتمدت على سريةٍ عاليةٍ في معاملاتها المصرفية
رغم أن القوانين المصرفية لم توضع إلا في عام 1934، فأصبحت سويسرا ملجأً آمناً لأموال رجال الأعمال والسياسيين والحكام وغيرهم ممن يخشون على أموالهم.
أدت شهرة البنوك السويسرية وسريّتها المصرفية، إلى أن تصبح مستودعاً لإخفاء أموال الكثير من الدول والأشخاص، فقد كانت مخبأً لأموال اليهود قبل المحرقة الألمانية في عهد |هتلر|
وكانت بنفس الوقت مخبأً لأموال هتلر وذهبه ووسيلةً لغسل أمواله، ولكن تلك روايةٌ أخرى قد نعرضها في مقالةٍ قادمة، فإذا رغبت بمعرفة المزيد عن ذلك، فشاركنا برأيك.
بقلم سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك