ما الذي يحول بيننا وبين أن نصبح أغنياء؟ تصميم الصورة رزان الحموي |
استسهال الاقتراض، الغلطة الثانية:
إذا كان الدخل أساساً لا يغطي| المصاريف|، فالحل المنطقي لذلك هو أحد أمرين
فإما أن نزيد| الدخل| بعملٍ إضافي، أو أن نقلل المصاريف بالاستغناء عن الكثير من المشتريات، ولكن معظم الناس لا يفعلون شيئاً من ذلك، بل يلجؤون إلى الاقتراض، وهذا ما يزيد من عجزهم وفقرهم، فإذا كان دخلهم لا يكفيهم وحدهم، فكيف سيكفيهم ويكفي تسديد ديونهم؟
رغم ذلك فإن الانسان يُقدم غالباً على الاقتراض لكي يسدَّ الفجوة المتنامية بين دخله واستهلاكه، وهذه هي الغلطة الثانية التي يرتكبها وتمنعه من جني أية ثروة، بل تزيد في فقره.
أشكال الاقتراض ومخاطر استسهاله:
للاقتراض أشكالٌ كثيرةٌ ومختلفة، فقد يكون مبلغاً ماليّاً محدداً (دين)، أو سلعةً تم شراؤها بالتقسيط، أو قرضاً من أحد |البنوك|، أو غير ذلك
وهناك الكثير من الجّهات التي تدعم رغبة الانسان في الاقتراض، فهي تقدّم له المغريات والتسهيلات التي تجعل الانسان ينسى المبالغ الإضافية التي سيدفعها، والعجز الذي سيترتب عليه في المستقبل
فالقسط أصبح جزءً من المصاريف الأساسية يشكّل عبءً جديداً على الدخل الذي لا يكفي أساساً.
عدم التفكير بالمستقبل والحالات الطارئة:
معظم الناس يعيشون يوماً بيوم، وقد يكون السبب قلة مواردهم، ولكن البعض الآخر يحصل على موارد مقبولة، ولكنّه يصرفها كلها، فمثل هؤلاء الناس لا يمكن أن يصلوا إلى| الثروة|، بل سيقعون عاجلاً أم آجلاً في العوز عندما يتعرّضون لحالةٍ طارئة كالمرض مثلاً
وهنا نستذكر المثل القائل: "الفقر لا يتعدّى على أحد".
ما هي المنعكسات التي قد تترتب عن الاقتراض؟
من المنطقي أن يكون الاقتراض خياراً اقتصادياً خاطئاً، إلا أن تأثيراته الجانبية قد تفوق توقعاتنا
فقد نشرت إحدى الشركات الأمريكية تقريراً إحصائياً قالت فيه بأن 86% من الأمريكيين نادمون لأنهم اقترضوا، لأن سداد |القروض |استغرق وقتاً طويلاً أدى إلى ارتفاع قيمتها، و40% من الأمريكيين قالوا بأن ديونهم أثّرت على شعورهم بالسعادة لأنها أثّرت على مستوى معيشتهم
وهناك من قال بأن| الدّيون| أثّرت على حالتهم النفسية والصحية.
معتقدات خاطئة حول عادات الأثرياء:
يعتقد الكثير من الناس بأن| الأثرياء| يصرفون الكثير من أموالهم على رغباتهم، ولكن الدراسات الواقعية تشير إلى غير ذلك
فمثلاً، تُنفق الأسرة الأمريكية العادية وسطياً حوالي 647 دولار شهرياً على مستلزمات البقالة فقط، بينما تُنفق الأسرة الأمريكية الثرية مبلغ 412 دولار على نفس المستلزمات
أي أن الأثرياء يُنفقون أقلّ من الناس العاديين على مجالٍ ما، وقد ينطبق ذلك على مجالاتٍ أخرى كثيرة.
إدارة الموارد فنٌ وعلم:
في كتاب "الجار المليونير" يقول الكاتب بأن 23.5% من أثرياء أمريكا يمتلكون سياراتٍ خاصةٍ حديثة، وبأن 37% من الأثرياء يشترون سياراتٍ مستعملة
ما يعني بأن الأثرياء أكثر حرصاً على أموالهم من| الفقراء|، وهذا لا يتعلق أبداً بالكرم والبخل
فإدارة الموارد فنٌ وعلمٌ حقيقي، وليس مجرد مظهرٍ اجتماعي.
سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك