ما هو سر شهرة البنوك السويسرية وثقة الناس بها؟ تصميم الصورة ريم أبو فخر |
نشأة فرسان الهيكل:
كان ما فعله| فرسان الهيكل|، بمثابة أوّل نظامٍ مصرفيٍّ عالميٍّ للتعاملات النقدية، وقد نشأت فرقة فرسان الهيكل في عام 1120، على يد فارسٍ فرنسي، وكانت فكرته الأساسية هي حماية الحجّاج من قطّاع الطرق
فذهب إلى البطريرك وشرح له فكرته، ثم توجّه إلى حاكم القدس ونال موافقته على خطته، فأصبح لفرسان الهيكل وجودٌ رسمي، ومقرٌ في بيت المقدس.
توسع نفوذ فرسان الهيكل:
كان فرسان الهيكل في بدايتهم فقراء جداً، حتى أن شعارهم الرسمي كان صورةً لفارسين على جوادٍ واحد، ولكن صيتهم سرعان ما انتشر في| أوروبا|، فأُعجب الناس بفكرتهم وتحمسّوا لها
وانهمرت عليهم الهبات والعطايا من كل أصقاع أوروبا، كما انضم إليهم الكثير من الفرسان، وفي عام 1139 منحهم البابا بعض المزايا مثل إعفائهم من الضرائب، وعدم وجود أية سلطةٍ عليهم باستثناء سلطة| البابا|
فزاد نفوذ فرسان الهيكل كثيراً، وبنوا مقرّاتٍ لهم في معظم دول أوروبا.
النظام المالي لفرسان الهيكل:
بدأ فرسان الهيكل بإنشاء نظامهم المالي الخاص بالحجّاج، وكانوا يتقاضون أجوراً لقاء خدماتهم، ثم سرعان ما تجاوزوا حماية الحجّاج فقط، فأصبحوا يقدّمون نفس الخدمات في معظم دول أوروبا المتواجدين فيها
فأصبح الناس قادرين على نقل أموالهم بين الدول الأوروبية بدون مخاطر، وهذا ما وفّر لفرسان الهيكل اموالاً طائلةً تحت تصرفهم فأرادوا الاستفادة من كل تلك الأموال.
توسع أعمال فرسان الهيكل:
بدأ الفرسان بتقديم| القروض| للنبلاء والناس المعروفين وكانوا يتقاضون فوائد مالية، ثم توسّع عملهم، حتى أنهم أقرضوا الملوك والأمراء في كثيرٍ من الأحيان، وخاصةً في فترات الحروب
ويمكن اعتبار فرسان الهيكل كأول شركةٍ ماليةٍ متعددة الجنسيات تتواجد في العديد من الدول، واستمرَّ صعود الفرسان المالي والعسكري حتى نجح |صلاح الدين الأيوبي| في تحرير بيت المقدس، فاهتزت ثقة الأوروبيين بفرسان الهيكل.
بدء العد التنازلي:
في عام 1229، استطاع| الصليبيون |استعادة السيطرة على بيت المقدس بدون مساعدة فرسان الهيكل، وهذا ساهم في انخفاض أسهمهم كثيراً بين الأوروبيين، وبدأت الأسطورة التي نسجوها لأنفسهم تنهار وتتلاشى
وكذلك بدأت فرقٌ عسكريةٌ أخرى تظهر في أوروبا وتنافس سيطرة فرسان الهيكل، فتراجع الدور العسكري كثيراً لهم، ولكن أموالهم وأعمالهم كانت ما تزال مزدهرة.
القشة التي قصمت ضهر البعير:
في عام 1291، حاول فرسان الهيكل التحالف مع المغول ضد المماليك، ولكن تحالفهم فشل، فكان ذلك الفشل بمثابة الضربة القاضية لأسطورة فرسان الهيكل
وكان ملك فرنسا فيليب الرابع ينتظر الفرصة المناسبة للانقضاض عليهم والتخلص منهم، فقد كان مديوناً لهم بسبب حربه مع بريطانيا، وقد طلب منهم المزيد من القروض ولكنهم رفضوا
فساءت الأوضاع في فرنسا لدرجة قيام العامة باحتجاجاتٍ على الملك في سنة 1306.
بقلم سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك