كيف أدى حريق شركة فيليبس إلى انهيار شركة إريكسون؟ - الجزء الأول - تصميم الصورة : ريم أبو فخر |
بدايات السيطرة على السوق:
في منتصف تسعينيات القرن العشرين، بدأت ثلاث شركاتٍ بالسيطرة على تكنولوجيا صناعة الهواتف الذكية، هي شركات نوكيا، إريكسون، وموتورولا، وبما أن شركة موتورولا كبيرةٌ وقديمةٌ بما يكفي، فقد كانت مكتفيةً بذاتها لإنتاج كل ما تحتاجه أجهزتها، أما شركتي إريكسون ونوكيا، فكان عليهما الاستعانة بشركاتٍ أخرى لتأمين بعض المنتجات.
خياراتٌ مختلفة لشركتين بنفس الوضع:
كانت شركة فيليبس هي الأشهر والأقدر على تأمين متطلبات شركتي نوكيا وإريكسون، ولكن شركة نوكيا لم تعتمد على شركة فيليبس فقط لإنتاج ما تحتاجه، بل تعاملت مع عدة شركاتٍ أخرى، وقد فرض عليها ذلك المزيد من التكاليف، ولكنه حماها من المصير الذي وصلت إليه شركة إريكسون.
اتباع الأسلوب الخاطئ من شركة إريكسون:
لم تعتمد |شركة إريكسون| على أسلوب ومنهج شركة نوكيا، بل فضّلت التعامل مع شركة واحدة لتوفير التكاليف، فكانت تحصل على كل ما تحتاجه من شركة فيليبس فقط، وقد كانت شركة فيليبس مسيطرةً على انتاج الرقائق لكبرى| شركات الهواتف النقالة|، فكانت تمتلك سبعة عشر مصنعاً، تنتج أكثر من ثمانين مليون رقاقة في كل يوم، وكان حوالي 80% من الهواتف المباعة في العالم كله من صنع شركة فيليبس، وكانت حصة نوكيا وإريكسون منها يصل إلى 40%.
الآثار الكارثية التي خلفاها الحريق البسيط:
رغم أن فترة الحريق الذي اندلع في أحد |مصانع فيليبس| لم تكن طويلة، ولكنه أنتج كميةً كبيرةً من التلوث، لأن صناعة الرقائق يجب أن تتم في أماكن نقيةً جداً، فقد تؤدي ذرة غبارٍ واحدة إلى نسف عملية التصنيع برمتها، فمع اندلاع الحريق انتشرت الغازات ونواتج الاحتراق ومكونات مواد إطفاء الحرائق في أرجاء المصنع، فتدمّرت جميع الرقائق الخاضعة للإنتاج حينها، وكان عددها بالآلاف.
الخسائر الحقيقية لفيليبس:
بالنسبة لشركة فيليبس، لم تكن الخسائر التي سببها الحريق مباشرةً ذات قيمة، فهي قادرةٌ على تعويضها في فترةٍ قصيرة، ولكن نواتج الاحتراق استطاعت الوصول إلى مخازن المصنع وأتلفتها جميعاً، وهذه كانت المشكلة الحقيقية.
رد فعل شركة نوكيا على ما حدث:
بعد الحريق بيومٍ واحد، لاحظت |شركة نوكيا| تأخّر شركة فيليبس في تسليم المواد المطلوبة، وعند التواصل معها، أدركت ما حدث، فكان عليها التصرّف بسرعة، فأرسلت في البداية لجنةً إلى شركة فيليبس لتفقّد الوضع، ثم شكّلت فريقاً من ثلاثين موظفاً، كانت مهمتهم جمع كل الرقائق التي تحتاجها الشركة من السوق حول العالم وبأي سعرٍ كان، ثم طلبت الشركة من مهندسيها أن تقوم ببعض التعديلات على الهواتف لكي تستطيع العمل على رقائق أخرى.
اقرأ المزيد...
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك