كيف أدى حريق شركة فيليبس إلى انهيار شركة إريكسون؟ - الجزء الثاني. تصميم الصورة : ريم أبو فخر |
رد فعل شركة إريكسون على ما حدث:
وقفت شركة نوكيا بكل إدارتها وكوادرها على ساقٍ واحدةٍ لكي تتدارك ما حدث، بينما لم تدرك شركة إريكسون خطورة الوضع إلا متأخرةً، وعندما عرفت بما حدث، لم تعطه حقه من الاهتمام، فقد تواصلت مع عملائها وأخبرتهم بأنها ستتأخر لمدة أسبوعٍ عن تسليم الطلبات، كما أن هذه المعلومات لم تصل إلى إدارة الشركة في الوقت المناسب، بل هي لم تعرف بما حدث إلا بعد أسبوعين، حين أعلنت |شركة فيليبس| عن تأثير الحريق.
وقوع المحظور وفوات الأوان:
أعلنت شركة فيليبس، بأنها لن تكون قادرةً على العودة إلى نشاطها السابق قبل ستة أسابيع من اندلاع الحريق، ومن هذا الإعلان أدركت إدارة شركة إريكسون أنها أمام كارثةٍ حقيقية، فهي تعتمد كلياً على شركة فيليبس في انتاج الرقائق، وفي هذا الوقت قررت إريكسون البحث عن بديل، ولكنها لم تجد في الأسواق ما تشتريه لأن شركة نوكيا سبقتهم إلى ذلك.
طرق إريكسون المغلقة:
لم تكتفِ شركة نوكيا بشراء كل الرقائق المتوفرة في السوق، بل تعاقدت أيضاَ مع شركاتٍ كثيرة لتزويدها بالرقائق، فلم تجد شركة إريكسون من تتعاقد معه، ولم تستطع تأمين حاجاتها من الرقائق، وبما أنها مرتبطةٌ بالكثير من الالتزامات، فقد تكبّدت خسائر كبيرة، وقبل أن ينتهي عام 2000، كانت |خسائر شركة إريكسون| تتجاوز 2.3 مليار دولار، وانخفضت حصّتها السوقية بنسبة 3%.
إجراءات كثيرة بلا فائدة:
حاولت شركة إريكسون القيام بأية إجراءاتٍ لإنقاذ الموقف، والاحتفاظ بوجودها في السوق، فقامت بالتخلي عن الكثير من الموظفين، واستعانت بمصانع خارجيةٍ لتصنيع الهواتف، ولكن كلّ ما قامت به لم يكن كافياً لإنقاذها من مصيرها المحتوم، فتدهورت أوضاعها واضطرت إلى بيع الكثير من مصانعها في عدة دولٍ حول العالم إلى شركة فليكس في عام 2001.
دخول شركة سوني على منتجات إريكسون:
بعد ذلك بسنةٍ واحدة فقط ، سيطرت |شركة سوني| على عقود الهواتف لشركة إريكسون، فظهرت منذ نهاية سنة 2001 علامة شركة سوني إريكسون، فتحولت شركة إريكسون من شركة عملاقة تسيطر على جزءٍ كبيرٍ من سوق تصنيع |الهواتف النقالة|، إلى شركةٍ شبه مفلسةٍ تابعةٍ لشركةٍ أخرى.
ما حدث في شركتي إريكسون ونوكيا أصبح درساً يمكن الاستفادة منه، وأصبحت الشركات الأخرى تدرس تفاصيل هذه القصة للاستفادة منها في تفادي الوصول إلى ما وصلت إليه شركة إريكسون، وضرورة إيجاد أفضل السبل لتأمين الموارد وسبل الامداد المختلفة، فقد يكون ذلك الحد الفاصل بين |النجاح| والفشل.
هناك دائماً دروسٌ يمكن تعلمها من |قصص النجاح| والفشل، فإذا أعجبك ما ذكرناه فشاركنا برأيك.
سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك