ما الذي يحول بيننا وبين أن نصبح أغنياء؟ تصميم الصورة رزان الحموي |
أفكار ومعتقدات خاطئة:
يعتقد معظم الناس بأن |الأثرياء| في الغالب حصلوا على ثروتهم من الإرث أو بطرقٍ غير مشروعة
ولكن الحقيقة تقول بأن 90% من أثرياء العالم اليوم، كافحوا واجتهدوا حتى حققوا ثرواتهم
وقد عرضت الكثير من الأمثلة على هؤلاء في الكثير من المقالات السابقة، ولكن يجب أن نعرف بأن معظم أموال الأثرياء تضيع بعد رحيلهم بجيلٍ أو جيلين في معظم الحالات.
ما لا نتعب فيه لا نحزن عليه:
تشير الاحصائيات إلى أن 70% من العائلات الثرية تخسر ثرواتها على يدي أبنائها، و90% مما يبقى من العائلات الثرية تخسر أموالها على يدي الأحفاد
وتعود أسباب ذلك بكل بساطةٍ إلى المثل القائل "ما لا نتعب فيه لا نحزن عليه"، فالأبناء والأحفاد الذين حصلوا على الثروة بدون تعبٍ، لا يعرفون قيمتها
فيستسهلون إنفاقها، وهذا ما أدى إلى انتشار المقولة المكسيكية ..." الأب تاجر، والابن مليونير، والحفيد متسول ".
خلاصة الأمر:
في نهاية الأمر، يمكننا تلخيص الأسباب التي تمنع معظم الناس من العيش بمستوى جيد، وتمنعهم من جني الثروات في عدّة نقاط، من أهمها سوء إدارة الموارد
كأن يكون| المصروف| يفوق الدّخل، أو أن تكون المصاريف كثيرةً على ما هو غير ضروري (الاستهلاك التفاخري)، وعدم السعي الحقيقي لتحسين مستوى الدخل بشكلٍ أو بآخر، والانفاق بدون حساب وعلى غير هدى
وهناك أيضاً البحث عن أعذارٍ ومبرراتٍ للمصاريف غير الضرورية كالأعذار الوظيفية.
عوامل أخرى تدفع إلى مزيدٍ من الفقر:
الغيرة والتشبه بالآخرين ومحاولة مجاراتهم دون الانتباه للفارق في مستويات| الدخل|، واستسهال الاقتراض والغرق فيه، وعدم تقدير القيمة الحقيقة للثروة والجهد المبذول لجنيها، وعدم التخطيط للمستقبل وما قد يطرأ فيه من تغيراتٍ مفاجئة
كل ذلك قد يجعل الانسان عرضةً للمزيد من الحاجة المادية ويدفعه أكثر نحو الفقر.
أمورٌ أخرى لا يجب إغفالها:
لا ننسى طبعاً بأن للوضع العام للدولة التي نعيش فيها دورٌ كبيرٌ في مستوى معيشة أبنائها، فالوظيفة التي تسدُّ حاجات الانسان الأساسية، هي في الحقيقة ليست وظيفةً، بل عبودية، فما بالك بالوظيفة التي لا تكفي الانسان لتأمين أبسط أشكال الحياة الكريمة
ولا ننسى كذلك دور الأنظمة والقوانين المختلفة التي تضمن توزيع الثروات بشكلٍ منصف بين الناس، وتضمن محاسبة المسيئين والمستغلين والمحتكرين وتجار| الحروب| والأزمات
وقد تطول القائمة التي تجمع العوامل والمؤثرات التي تجعل| الفقراء| يزدادون فقراً، ولككنا أردنا أن نلقي الضوء على ما يستطيع الشخص فعله لتحسين مستوى معيشته
أما البحث في العوامل الخارجية المؤثرة على مستوى معيشة الفرد، فهو أمر يطول شرحه ونتركه لأهل الاختصاص
فإذا كان لدى القارئ أية إضافاتٍ أو توضيحاتٍ، فنرجو ألا يبخل علينا بها، ونرجو أن تصل مقالاتنا إلى أكبر عددٍ من الناس لكي تعمَّ الفائدة ونتبادل المعرفة.
سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك