قصة الذهب والدولار الأمريكي ومستقبلهما تصميم الصورة رزان الحموي |
فصل الدولار عن الذهب:
بقي الحال كما هو حتى سنة 1971، عندما طالبت |فرنسا|| الولايات المتحدة| بفصل الدولار عن |الذهب|، فوافقت الولايات المتحدة على ذلك، وأعلن الرئيس الأمريكي "نيكسون" ذلك على الملأ في حديثٍ تلفزيوني
ولكن ذلك لم يلغِ دور الدولار كعملةٍ عالمية، ولكنه سمح للدول بالتعامل بعملاتٍ أخرى، كاليورو والجنيه الإسترليني وغيرها، ولكن العملة الأكثر استخداماً، والتي ترتبط بها بشكلٍ أو بآخر جميع العملات الأخرى، لازالت هي |الدولار الأمريكي|.
لماذا لا تتعامل الدول بعملاتها المحلية؟
انخفض سعر صرف الدولار قليلاً بعد فصله عن الذهب، ولكنه استطاع المحافظة على قيمته العالمية، فهو لا زال يمثّل رصيد الدولة من الذهب، وقد يطرح بض الناس سؤالاً جوهرياً هو: لماذا لا تتعامل الدول بعملاتها المحلية عندما تتعامل مع بعضها؟
وقد لا تكون الإجابة عن هذا السؤال المنطقي سهلةً، ولكننا ببساطة يمكن أن نرى بأن وضع سعرٍ ما لأية بضاعة، يجب أن يعتمد على مرجعٍ ما، وهذا المرجع هو حتماً الدولار، وذلك يعني بأن التخلّص من هيمنة الدولار وسيطرته لم يصبح ممكناً حتى الآن.
ما هو التضخم وكيف يحدث؟
سؤالٌ آخر قد يدور في أذهاننا، وهو: لماذا لا تقوم الدول ذات| الاقتصاد| الضعيف بطباعة كمياتٍ كبيرةً من عملتها لتسدّ حاجة مواطنيها؟
والإجابة عنه بسيطة، فكمية النقود التي يجب أن تتواجد في الأسواق وبين الناس، يجب أن تساوي قيمتها ما لدى الدولة من الذهب أو الدولارات
وعند طرح المزيد من النقود المحلية، تفقد تلك النقود قيمتها ويحدث التضخم، فيصبح الناس يحتكمون على النقود، ولكنهم لا يستطيعون شراء الكثير بها لأنها فقدت قيمتها.
سيطرة الدولار، إلى متى؟
يعتقد الكثير من الخبراء الاقتصاديين بأن سيطرة الدولار الأمريكي على باقي العملات لن تدوم طويلاً، فقريباً ستستطيع بعض العملات أن تتعايش مع بعضها البعض كعملاتٍ أساسية
وسيتوجب على الدولار ان يتقاسم مكانته مع الين الصيني و|اليورو| الأوروبي
ولكن ما الذي قد يحدث لو أن السندات الأمريكية لم تعد ملاذاً آمناً؟
ولو تخلى العالم عن الدولار فما هي البدائل المحتملة له؟
فالحصول على الين الصيني ليس أمراً سهلاً في ظل النظام الاقتصادي والسياسي للصين.
هل يكون اليورو عملة المستقبل:
لعل الوقت لم يحن بعد للحديث عن إمكانية تصدر اليورو للائحة العملات العالمية، فالاتحاد الأوروبي يخطو بقوةٍ وثقة، ولكن ببطء، خاصةً بعد خروج بريطانيا منه
ولكي تصبح أية عملةٍ عالميةً، يجب أن تخضع لدولةٍ ديمقراطيةٍ قويةٍ ومستقرة، وإلا حدثت تقلّباتٌ ماليةٌ عنيفة، تؤثر على الاقتصاد العالمي.
ما مستقبل العملات الرقمية؟
تبدو العملات الرقمية واعدة، إلا أنها لم تُثبت قدرتها في الحفاظ على قيمتها، فهي كثيرة التقلبات، وقد يكون ذلك بسبب أنها لازالت حديثة
ولأن الكثير من الدول لا تستطيع الاعتماد عليها، لأنها أصلاً لا تمتلك البنية التحتية اللازمة
وكأية عملةٍ عالمية، تحتاج| العملات الرقمية |إلى دولةٍ قويةٍ ومستقرةٍ لكي تدعمها.
لم يبقَ لنا إلى أن ننتظر الغد الذي قد لا يكون بعيداً، لكي نعرف إلى أين سيصل الاقتصاد العالمي، ولن نسأل إلى متى سنكتفي بالانتظار.
إذا أعجبك طرحنا فشارك المقال.
بقلم سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك