أصحاب الرس والنبي المجهول تصميم الصورة وفاء مؤذن |
هل يعقل ذلك أن رحلة| التاريخ| القديم حملت كل هذا الجهل الأسطوري ،وأن أسلافنا كانوا يعتقدون ويؤمنون في أشياء لايمكن أن يتقبلها عقلنا اليوم
أصدقائي المتابعين سوف أروي لكم في مقالي هذا عن قوم ذكروا في |القرآن الكريم|، ذلك القومٌ اختلف المفسرين في إيجاد هويتهم
عدهم القرآن مع الأقوام التي حق عليها عذاب الله وبلائه، ولكن رسول الله المرسل إليهم بقي موضع جدل كبير
إلا أن المفسرين اتفقوا على أمر واحد وهو عصيانهم وقتلهم لنبيهن وما أصابهم من عذاب وهلاك جزاء أفعالهم الشنيعة
أصحاب الرس
أصحاب الرس قوم من الأقوام الغابرة هي التي ذكرها القرآن الكريم في سورتي " الفرقان " و " ق "
فهم بحسب النص الصريح في القرآن الكريم هؤلاء قوم كذبوا رسولهم فحق عليهم العذاب
أما التفاصيل فقد فسرها كبار مفسرين القرآن الكريم والمؤرخين المسلمين نقلاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة في أمر تحديد هويتهم
نرى ذلك الأختلاف بين أهل التفاسير ، فالبعض قالوا أنهم تلك أهل قرية من قرى| ثمود| والأخرين قالوا أنهم من أهل مدين ذلك فيما ذهب البعض بأنهم أهل أنطاكيا الذين قتلوا مؤمن آل ياسين حبيب النجار وهي قصة قد نتناولها في المقالات الاحقة.
مفسرون قالوا أنهم قوم من اليمامة والبعض ذكروا أنهم هم |أصحاب الأخدود| أما عن سبب تسميتهم في أصحاب الرس فذلك أنهم رسوا نبيهم أي أغرقوه ودفنوه وهو ما سأطلعكم بذلك عليه في سياق هذا المقال
بالنسبة لنبيهم فلم يرد نص صريح على هويته
قال بعض المفسرين أنه حنظلة بن صفوان وأخرين ذكروا قد يكون ذلك النبي شعيب عليه السلام ومنهم من قال أنه من ولد يهوذا
والآن لننتقل إلى القصة.
تبدأ القصة بقوم يعبدون شجرة صنوبر وتلك يقال لها شاه درخت بحسب ما أورد أهل الحديث أن هذه الشجرة قام يافث بن نوح بزراعتها على ضفة عين تسمى روش آب
تلك العين أنبعها الله لنوح عليه السلام بعد الطوفان الشهير فأصبحت مصدر للحياة بحسب تلك الأقوال
هؤلاء القوم أي أصحاب الرس عاشوا في ١٢ مدينة وذلك على طول نهر سمي بنهر الرس نسبة لهم هذه المدن الإثنا عشر كانت من أكثر المدن عمراناً وازدهاراً في محيطها
أكبر تلك القرى كانت تسمى إسفندار والتي بحسب تلك المفسرين ورواد التاريخ سكنها ملك أولئك القوم والذي يدعى تركوذ بن غابور بن يارش بن سازن بن| نمرود |بن كنعان أي النمرود في زمن الخليل |إبراهيم عليه السلام|.
القرية بنيت حول الصنوبرة والعين المقدسة
وفي باقي القرى قاموا بأخذ حبة من الصنوبر من الشجرة الأم وغرسوا في كل قرية حبة ، وقاموا بعمل قنوات مائية تتفرع من تلك العين الأساسية لسقاية أشجار الصنوبر
هذه القوات المائية أو الأنهر كانت محرمة للقرى وعلى أنعامها فلا يشربون منها ولايسقون أنعامهم لأنها بحسب معتقدهم مصدر الحياة لآلهتهم
الأمر الأغرب من هذا
أنهم قاموا بجعل عيدٍ لكل شجرة من الأشجار الإثني عشر موزعاً على أشهر السنة فكل شهر يحمل من أيامه عيداً لأحدى أشجار الصنوبر وفي هذا اليوم يجتمع أهل تلك القرية حول الشجرة فيلبسونها ثوب من حرير مطرز بمختلف أنواع من الصور والنقوش ثم يأتون بشاة أو بقرة فيذبحونها قرباناً للشجرة
بعد الذبح يشعلون نيراناً بتلك القرابين فإذا ما على الدخان وحجب السماء عن نظر القوم يخرون على الأرض ساجدين للشجرة باكين متضرعين وطالبين الرضا من شجرتهم الآلهة حسب معتقداتهم
فانظروا ماكان يحدث، كان القوم يبقون على هذه الحالة حتى يرون أوراق تلك الشجرة تتحرك ويسمعون صوتاً كصوت الصبي يناديهم ويبلغهم بنيل ذلك الرضا عند ذلك ترتاح نفوس أهل القرية لظنهم أن إلاههم أي أن الشجرة قد رضيت عليهم،
ولاشيء مستبعد كل شيء وارد الحدوث أوليس أفعال ذلك الشيطان أكبر من هذا بكثير
تبدأ الأفراح ويضربون المعازف ويشربون الخمور ليوم وليلة وهكذا تتوالى تلك القرى حتى تصل إلى القرية الكبيرة والشجرة الأم
الملفت بالأمر أن بعض |المؤرخين |يعتقدون أن تلك أسماء أشهر السنة وقد اشتقت من أسماء تلك القرى
فقد أورد بعضهم أن تلك القرى كانت تدعى......
لكي تتعرف ماذا كانت تدعى تابعنا عزيزي القارئ في المقال اللاحق حيث سنستعرض أحداث مذهلة وشيقة.
الكاتب حسن فروخ
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك