إمارة قرطبة " المرحلة الثانية من تاريخ الأندلس " تصميم الصورة ريم أبو فخر |
إمارة هشام بن عبد الرحمن:
بعد وفاة عبد الرحمن الداخل، تولّى ابنه هشام المعروف باسم هشام الرضا حكم الأندلس، وذلك بناءٍ على وصية والده رغم أنه لم يكن أكبر أخوته
ولذلك شهدت فترة حكمه الأولى بعض الاضطرابات، فقد ثار عليه أخواه سليمان وعبد الله، ولكنه تمكن من هزيمة جيوشهما
كما ثار عليه ابنا سليمان الأعرابي والحسين الأنصاري، ولكنه هزمهما وتمكّن من قتلهما، وبذلك استطاع تثبيت الحكم مجدداً.
محاولات هشام التوسّع شمالاً:
بعد أن بسط هشام بن عبد الرحمن سيطرته على بلاد الأندلس، أراد أن يعود إلى حركة التوسّع في |أوروبا|، فأرسل حملةً إلى بلاد "أستورياس" التي بقيت عصيةً على |المسلمين| طوال فترة وجودهم في الأندلس، وكانت معقل حركات المقاومة ضدها
فتمكنت تلك الحملة من تحقيق بعض الانتصارات والعودة بالكثير من الغنائم.
نهاية طموحات هشام في بلاد أستورياس:
بعد ثلاث سنواتٍ أرسل هشام الرضا حملةً ثانيةً على بلاد أستورياس، واستطاعت هزيمة بعض الثغور الحدودية وعادت محمّلةً بالغنائم، ولكن جيش أستورياس بقيادة الملك ألفونسو الثاني، نصب لها كميناً أثناء عودتها وقضى على معظمها في معركة "لودوس"
وبذلك توقفت محاولات هشام بن عبد الرحمن في احتلال بلاد أستورياس.
الأمير هشام يغزو بلاد الغال:
حاول هشام الرضا أن يتوغل في بلاد الغال، فأرسل إليها حملةً عسكريةً سنة 793م، ولكنها لم تتمكن من السيطرة على أية مساحاتٍ من الأراضي رغم أنّها نجحت في تدمير بعض الحصون ونهب الكثير من الغنائم وأسر الكثير من الأسرى
وقد استفاد الأمير هشام من تلك الغنائم في إكمال ما بدأه والده من حركة البناء والإعمار، وخاصةً جامع قرطبة.
فترة حكمٍ دامية:
في سنة 796م، توفي هشام بن عبد الرحمن، فتولّى ابنه "الحكم" مقاليد الحكم، واستمرت فترة حكمه حتى سنة 822م، وقد كانت فترة حكمه الطويلة دمويةً جداً
فقد كثرت في عهده الثورات والصراعات مع أقاربه بشأن السلطة والحكم، فقد عاد عمّاه سليمان وعبد الله إلى التمّرد عليه بعد أن كان والده قد نفاهما إلى بلاد المغرب،
ورغم أنه انتصر عليهما، إلا أن ملك أستورياس قد استغل انشغاله بهما فتحالف مع ملك الفرنجة واستوليا على مدينة برشلونة سنة 801م.
مذبحة الحكم الأولى:
في سنة 806م، قام بعض أقرباء الأمير الحكم بن هشام بالتمرّد عليه بمساعدة بعض وجهاء وفقهاء قرطبة، وذلك بسبب خروجه عن أصول الدين الإسلامي فجهر باللهو وشرب الخمر وأسرف كثيراً في البذخ
ولكن الحكم استطاع كشف مؤامرتهم قبل أن تنضج فقام بذبحهم جميعاً، وتقول بعض الروايات بأنه صلبهم أيضاً، وكان من بينهم بعض أعمامه.
سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك