حضارات بلاد الرافدين و بلاد الشام " الأكاديون " تصميم الصورة فاء مؤذن |
أهم أعمال الأكاديين:
نقل الأكاديون حضارة بلادهم إلى البلاد التي فتحوها، مثل الكتابة والصناعات المعدنية، وصناعة الأختام، ومختلف فنون الزراعة ومعارفها، وفن بناء الزقّورات الذي تطّور في مصر وأنتج الأهرامات العظيمة
كما نقلوا معتقداتهم الدينية ولاسيما عبادة " شمش" إله الشمس الذي تطّور إلى الإله رع في |مصر القديمة |، بالإضافة إلى فن النحت وبناء السدود وصناعة الأدوات الزراعية وأدوات البناء المختلفة.
نهاية الإمبراطورية الأكادية:
بعد وفاة "نارام سين"، توالى على الحكم مجموعةٌ من الملوك الضعفاء، فبدأت المدن الخاضعة لسيطرة الأكاديين تستقل واحدةً تلو الأخرى، وبدأت رقعة الإمبراطورية تتناقص
ثم استقلت عنها المدن السومرية، وظهرت أخيراً أقوامٌ يعرفون بالكوتيين في الجبال الشرقية، فزحفوا نحو مركز الإمبراطورية الأكادية، وعاثوا فيها خراباً، ونشروا الموت والدمار، وأنهوا اسطورة الأكاديين إلى الأبد، بعد مئة وثمانين عاماً من نشأتها
لتتحقق بذلك النبوءة الخالدة بأن كل امبراطورية تحمل منذ نشأتها بذور فنائها.
أهم مميزات الإمبراطورية الأكادية:
أولاً) على الصعيد السياسي:
أطلق سرجون على نفسه لقب ملك الجهات الأربع، وقد استخدم حفيده نارام سين نفس اللقب، وهو لقبٌ كان يُطلق على الآلهة الكبيرة مثل آنو وشمش
وهذا يعني بأن الملوك بدؤوا يتشبّهون بالآلهة، وهذه كانت بداية فكرة تأليههم. كما أحدث سرجون فكرة اعتبار بنات وأخوات الملوك زوجاتٍ للآلهة، وقد انتقل هذا الطقس إلى مصر فيما بعد
كذلك تم وضع علامة الألوهية أمام أسماء الملوك، فتعاظم دور القضاة الذين أصبحوا يحكمون باسم الملك الإله، كما وضع سرجون تقويماً واحداً تسير عليه جميع مناطق الإمبراطورية.
ثانياً) على الصعيد الاجتماعي:
تماماً كحال مجتمعاتنا الشرقية اليوم، كانت الأسرة نواة المجتمع، وكانت مكبّلةً بالكثير من الأعراف و|العادات والتقاليد|، خاصةً في عقود الزواج وأصول التربية
وكانت للزوجة حقوقها الثابتة مثل حق الطلاق، أما القضاء فكان خاضعاً للكثير من القوانين والشرائع التي بدأت تظهر منذ العهد |السومري| القديم، وقد انقسم المجتمع إلى طبقاتٍ بشكلٍ مشابهٍ للمجتمع البدوي.
ثالثاً) على الصعيد الاقتصادي:
اهتم الأكاديون كثيراً بالمعادن، وسعوا للحصول عليها، فقد استخدموها في مختلف الصناعات المدنية والعسكرية، فاستوردوها من عدة مناطق في العراق وتركيا، وكان النحاس هو المعدن الأساسي في مختلف صناعاتهم، حيث لم يكن الحديد مكتشفاً حينها،
ومن أهم الأدوات التي صنعوها أدوات الزراعة والطبخ والأسلحة المتنوعة.
رابعاً) على صعيد المعتقدات والأساطير:
لم يرفض الأكاديون معتقدات أسلافهم| السومريين|، بل تبنّوها وأضافوا عليها، فعبدوا الشمس والكواكب، ويُعتبر الإله "شمش" النسخة الأكادية للإله أوتو السومري، والذي أصبح باسم أتون في الفلسفة المصرية
وقد اتخذوا قرص الشمس رمزاً له، كما ارتبط رمز الصقر والنسر بإله الشمس، وقد عبد الأكاديون مجموعةً كبيرةً من الآلهة، ولكنهم فضّلوا بعضها على بعض
فاشتهر عندهم إله الشمس "شمش"، وإله الهواء "إنليل"، و"آنو" إله السماء، أما "إنانا" السومرية فأصبحت "عشتار"
فازدهر بناء المعابد، وانقسم الكهنة إلى طبقات، وانتشرت طقوس الشعوذة وقراءة المستقبل، وظهر الكثير من التعاويذ السحرية، وطرق العلاج الروحي، والعقائد المختلفة لحياة ما بعد الموت.
نرجو من عشاق الحضارات القديمة نشر هذا المقال لما فيه من معلومات قيمة .
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك