القصة الكاملة للحملات الصليبية على الأراضي العربية تصميم الصورة ريم أبو فخر |
رغم توسع |الصليبيين| في بلاد المسلمين، فإنهم لم يتحدوا ضدهم، بل تحالفوا معهم ضد بعضهم البعض:
سيطرة الخوارزميين على بيت المقدس:
تحالف ملك |دمشق| الصالح إسماعيل مع حاكم الكرك الناصر داود، مع الصليبيين لمساعدتهم في القضاء على ملك مصر الصالح نجم الدين أيوب، مقابل منحهم جزءً من مصر
ولكن الملك المصري لم يقف عاجزاً، فاستنجد ببقايا الخوارزميين الذين نجوا من حروبهم مع| المغول|، فهبوا لنجدته، وسرعان ما اجتاحوا| بلاد الشام |من الشرق واستولوا على القدس سنة 1244
فشعر الأوروبيون بالخطر وخاصةً ملك فرنسا المتديّن "لويس التاسع" فقرروا إرسال حملةٍ سابعة.
لويس التاسع والحملة الصليبية السابعة:
انطلقت الحملة الصليبية السابعة نحو دمياط في مصر، ودخلتها سنة 1249، ثم أكملت زحفها نحو القاهرة، ولكن المصريين أوقفوا زحف الصليبيين في معركة المنصورة وانتصروا عليهم رغم وفاة الملك الصالح نجم الدين أيوب، وذلك بإخفاء نبأ وفاته من قبل زوجته شجرة الدر
ومع تولّي "طوران شاه" الحكم، استطاع هزيمة الصليبيين ثانيةً، واعتقل الملك الفرنسي لويس التاسع، ففشلت بذلك الحملة الصليبية السابعة.
انتهاء الدولة الأيوبية وقيام دولة المماليك:
رغم نجاح الملك طوران شاه في سياسته، إلا أنه سرعان ما قُتل دون وجود خليفةٍ له، فانتهت بذلك الدولة الأيوبية وبدأ عصر المماليك، عندما تزوجت شجرة الدر من عز الدين أيبك، الذي أصبح سلطاناً على مصر
أما لويس التاسع الذي تم تحريره بدفع الفدية، فقد عاد إلى تجهيز حملةٍ جديدة رغم معارضة من حوله، فانطلق بالحملة الصليبية الثامنة نحو تونس
ولكنها لم تختلف كثيراً عن حملته السابقة على مصر، انهزمت أمام |الدولة الحفصية| التي استقلت عن دولة الموحدين.
إنكلترا تقود الحملة الصليبية التاسعة:
بعد ذلك بعامٍ واحد، وفي عام 1271، قام أمير إنكلترا، الأمير "إدوارد"، بتجهيز الحملة الصليبية التاسعة التي خاضت مواجهاتٍ عديدةٍ مع| الظاهر بيبرس |الشهير الذي أوقف زحف المغول في معركة عين جالوت
وبعد انتشار الفوضى في إنكلترا، فقد اضطر الأمير إدوارد إلى العودة إلى بلاده، فانتهت بذلك آخر الحملات الصليبية، ما سمح بسقوط عكا، آخر معاقل الصليبيين في الشرق عام 1291.
مع انتهاء الحملات الصليبية على بلاد المشرق، تم طوي صفحةٍ حافلةٍ بالهزائم والانتصارات والأحداث المتناقضة
ولكن الأراضي العربية لم تستخلص الدروس والعبر من تلك المرحلة، فبقيت تعاني من الفرقة والانقسام والضعف، حتى سقطت تحت سيطرة| الدولة العثمانية|
فهل يمكن لأمتنا الحبيبة أن تستعيد شيئاً من ماضيها العريق يوماً ما؟ نتوقع من القارئ أن يجيب عن هذا التساؤل.
سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك