قصة الأندلس منذ فتحها حتى قيام الدولة العباسية تصميم الصورة ريم أبو فخر |
بدايةً يجب التنويه ...
إلى أن ما نعرفه عن تاريخ| الأندلس| ليس مؤكداً، فالكثير من المختصيّن ينظرون إليه بعين الريبة، وذلك لعدم توافر المراجع التاريخية الدقيقة
فالفترة المعروفة باسم فترة| الإسلام |المبكّر،والتي تمتد لحوالي قرنين، لم يتم تدوينها إلا في |العصر العباسي|، ولذلك فإن جميع ما حدث قبل ذلك، لا يمكن التأكد منه، فلا توجد مراجع تاريخية معاصرة لتلك الأحداث
أما تاريخ الأندلس المبكر، فالمرجع التاريخي المعاصر الوحيد لها، هو مجموعةٌ من السجلات اللاتينية، لمؤرخٍّ مجهول الهوية.
المصادر التاريخية:
لكي نكون محايدين في طرحنا لتاريخ الوجود الإسلامي في |الأندلس|، فلا بد من طرح الروايتين، الإسلامية والأوروبية لكل حدث
ومصدر الروايات الإسلامية لتاريخ الأندلس هو كتاب المؤرّخ المصري "ابن عبد الحكم"، ولكنه كُتب بعد قرنٍ ونصف من بداية التواجد الإسلامي في الأندلس، وهو كتاب "فتوح مصر وأخبارها، وفتح إفريقيا والمغرب والأندلس".
ما هي الأندلس جغرافياً؟
أطلق المسلمون تسمية الأندلس على ما يعرف بشبه الجزيرة الإيبيرية، وهي تضم كلّاً من اسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا، وقد كانت تلك المنطقة منذ بدايات القرن الخامس الميلادي تابعةً لقبائل تسمى قبائل القوت الغربيين، كانت قد استولت عليها من الروم، وقد بقيت تحت حكم القوت لثلاثة قرون، وكانت قبائل مسيحية.
الأندلس قبل دخول المسلمين:
تقول المصادر الإسلامية إن سكان الأندلس الأصليين، كانوا يعانون الأمرّين تحت وطأة حكم القوت، فعانوا الفقر والذل والاضطهاد
كما كانوا يتعرضون للكثير من الغارات من قبل| الأمازيغ| (البربر) المتواجدين في شمال إفريقيا
وفي سنة 711م، نجحت القوات الإسلامية في الاستيلاء على الكثير من أراضي القوت بقيادة القائد الشهير "طارق بن زياد".
كيف انتصر المسلمون على القوت؟
تمكن| طارق بن زياد| رغم قلة عدد جنوده من هزيمة القوة الرئيسية للقوت بقيادة الملك "لوذريك"، رغم تفوّقها في العدد والعتاد، وذلك في معركة "وادي برباط"، في سنة 712م
ويعود سبب نصر المسلمين إلى خيانة بعض قادة جيش القوت الطامعين بالسلطة، إضافةً إلى التعاون الكبير الذي أبداه السكان الأصليين للمسلمين، وإضافةً أيضاً إلى أسلوب التخفي الذي استخدمه المسلمون حيث استخدموا سفناً تجارية في انتقالهم إلى هناك.
التوسع والسيطرة على كامل الأندلس:
لم يكن القوت مستعدين لمواجهة القوات الإسلامية، وكانوا منشغلين بصراعاتهم الداخلية، فانتصر المسلمون، وصارت الطريق سالكةً أمامهم للسيطرة على مدينة طليطلة عاصمة القوت
وسرعان ما وصلت التعزيزات الإسلامية بقيادة والي الأمويين على شمال افريقيا "موسى ابن نصير"، فاستطاع المسلمون السيطرة على كامل شبه الجزيرة الإيبيرية في سنة 714م، باستثناء منطقةٍ جبليةٍ محدودة في أقصى الشمال
والتي أصبحت فيما بعد منطلق الأوروبيين في حروب الاسترداد التي خاضوها لاستعادة سيطرتهم على الأندلس.
بداية عصر الولاة في الأندلس:
توقفت التوسعات العسكرية للمسلمين في بلاد الأندلس سنة 714م، عندما قام الخليفة الأموي "الوليد بن عبد الملك" لكلٍّ من طارق بن زياد وموسى بن نصير، فأصبحت الأندلس ولايةً أمويةً عاصمتها مدينة قرطبة
وبدأ بذلك ما يُعرف بعصر الولاة، وهو أول عصرٍ من عصور التواجد الإسلامي في الأندلس.
بقلم سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك