القصة الكاملة للحملات الصليبية على الأراضي العربية تصميم الصورة ريم أبو فخر |
فقام بإلقاء خطابٍ حماسي في مدينة "كليرمونت" الفرنسية، ادّعى فيه بأن المسيحين في الشرق مضطهدون من قبل العباسيين والفاطميين الذين هدموا الكنائس ومارسوا مختلف أنواع الضغوطات عليهم
ثم دعى كافة المسيحيين في أوروبا إلى نصرة إخوانهم في المشرق عبر القتال المقدّس، خاصةً بعد زحف السلاجقة نحو أوروبا عبر اليونان ،واستنجاد الامبراطور الروماني بالبابا والأوروبيين كافةً لكي يتحدوا معاً ضد التوسع الإسلامي في أوروبا.
بداية إطلاق الحملات الصليبية:
التهب حماس الجنود والقادة وعامة الشعوب الأوروبية، خاصةً بعد وعود البابا لهم بالحصول على الكثير من المكاسب والأراضي هناك، والأهم من ذلك، الحصول على صكوك الغفران للتخلّص من الذنوب والذهاب إلى جنة النعيم
فانطلقت حشود الأوروبيين نحو الأرض المقدسة في الشرق، وهذا ما أطلق عليه المؤرخون اسم الحملات الصليبية.
الحملة الصليبية الأولى:
كانت |بلاد الشام| ساحة قتالٍ بين الفاطميين والسلاجقة المسيطرين على الخلافة العباسية
وبعد سنةٍ واحدة من دعوة البابا المغرية، انطلق بشكلٍ عشوائي جموع الفقراء نحو المشرق، في حملةٍ سميت فيما بعد بالحملة الصليبية الشعبية
ولكن السلاجقة تمكنوا من دحرهم بسهولة، وبعد عدة أشهرٍ فقط، انطلقت أولى الحملات الصليبية المنظمة نحو| الأراضي المقدسة|، بقيادة مجموعةٍ من أمراء أوروبا، واستطاعت هزيمة |السلاجقة| سنة 1097
فارتفعت معنويات الجند الذين استطاعوا السيطرة على المدن الإسلامية واحدة تلو الأخرى.
إقامة مملكة بلاد المقدس:
في سنة 1098 استطاع| الصليبيون| بلوغ الحدود الشمالية الغربية لبلاد الشام، فأسسوا إمارتين لهما هما الرهى وأنطاكيا
وبعد سنةٍ واحدة، تمكنوا من الوصول إلى مدينة القدس، التي كانت تابعةً للفاطميين
وبعد حصارٍ طويل، استطاعوا دخول القدس وتأسيس ثالث إماراتهم في بلاد المشرق، وكان ذلك سنة 1099، وأطلقوا عليها اسم مملكة بلاد المقدس.
توسع الصليبيين ورد فعل المسلمين:
في سنة 1109، أسس الصليبيون آخر إمارة لهم على ساحل بلاد الشام وهي إمارة طرابلس، فدان لهم كامل الساحل السوري، ثم اشتعلت المنطقة بالكثير من الحروب والمعارك، بين الصليبين من جهةٍ وبين الفاطميين والسلاجقة من جهةٍ أخرى
ولكن الواقع على الأرض بقي كما هو بدون أي تغييرٍ يذكر، واستمر الحال على ذلك النحو حتى ظهرت الدولة الزنكية.
قيامة الدولة الزنكية:
أسس الأتابك |عماد الدين زنكي|، دولته في الموصل سنة 1127، بعد أن كان والياً للسلاجقة عليها
ثم ضمّ إليه مدينة حلب، ونجح ببناء جيشٍ قوي، ما مكّنه من الهجوم على إمارة الرهى سنة 1144 والاستيلاء عليها، فكانت هذه الواقعة صدمةً كبيرةً للبابا الذي دعى الأوروبيين للقيام بحملةٍ ثانية
فاستجاب له ملك فرنسا لويس السابع وملك ألمانيا، وانطلقا بجيوشهما نحو بلاد المسلمين بحملةٍ سميت حملة الملوك.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك