القصة الكاملة للحملات الصليبية على الأراضي العربية تصميم الصورة ريم أبو فخر |
فشل الحملة الصليبية الرابعة:
بعد كل الأحداث والحروب التي واجهتها| الحملة الصليبية |الرابعة، لم يصل منها إلى الأراضي المقدسة سوى قلّةٍ قليلة لم تستطع فعل شيءٍ يذكر
ففشلت الحملة الرابعة فشلاً ذريعاً، بل أصبحت لطخةً سوداء على جبين المسيحيين والأوروبيين بعد كل أعمال النهب والقتل التي قاموا بها ضد مسيحيين مثلهم
فازداد الشقاق داخل الكنيسة نفسها، ولكن البابا لم ييأس، بل أراد تصحيح ما حصل، فقام بالدعوة لحملة صليبية خامسة سنة 1113.
الحملة الصليبية الخامسة:
كانت خطة الحملة الصليبية الخامسة كسابقتها أن تضرب مصر أولاً، فتوجهت نحو دمياط وسيطرت عليها سنة 1119، وكان حاكم مصر حينها الملك الكامل، بعد أبيه الملك العادل شقيق صلاح الدين
فخاف الملك المصري من ضياع ملكه على يد الصليبيين فعرض عليهم أن يتنازل لهم عن القدس بمقابل خروجهم من مصر، ولكنهم رفضوا ذلك وتوغلوا نحو القاهرة.
غلطة الصليبيين القاتلة:
أوشك الصليبيون على الاستيلاء على مصر بالكامل، ولكن القدر أنقذ المصريين، فأهل مكة أدرى بشعابها
ومع وصول موسم فيضان |نهر النيل|، قام المصريون بفتح السدود أمام الفيضان الذي أغرق معظم القوات الصليبية التي اضطرت إلى الاستسلام وطلب الصلح مع الملك الكامل الذي وافق على ذلك مقابل مبادلة الأسرى ومغادرة الصليبيين لمصر.
الحملة الصليبية السادسة:
يمكن القول بأن الحملة الصليبية الخامسة قد فشلت تماماً
ولكن الأوروبيين لم ييأسوا من تحرير| بيت المقدس|، فأرادوا التجهيز لحملةٍ سادسة، وكان ملك ألمانيا "فريدريك الثاني" وقتها هو الأقدر والأكثر حماساً للحملة فانطلق بحملةٍ جديدةٍ نحو بيت المقدس رغم خلافه مع البابا وحرمانه من الكنيسة
أما الملك الكامل ملك مصر، فقد انشغل بعد ذلك بصراعه مع أخيه الملك المعظّم ملك |دمشق| الذي استعان بالخوارزميين ضد أخيه، وهذا ما دفع الملك الكامل إلى الاتفاق مع ملك ألمانيا على تسليمه مدينة القدس مقابل مساعدته ضد أعدائه.
إنجازات الحملة الصليبية السادسة:
انطلقت حملة ملك ألمانيا نحو عكا، وكانت الحملة الأولى التي لم تنل مباركة البابا، فلم يعتبرها| المؤرخون| ضمن الحملات الصليبية، ولكنها استلمت بيت المقدس من الملك الكامل، وعقدت معه اتفاقاً مدّته عشرة أعوامٍ يقضي بمساعدته ضد أعدائه حتى لو كانوا من الصليبيين أنفسهم
وذلك ما أثار غضب البابا والأوروبيين، فأعلن البابا عن ضرورة توجيه حملةٍ جديدة نحو بيت المقدس مع انتهاء فترة المعاهدة بين الملك الألماني والملك الكامل.
حملة البارونات:
كان هدف الحملة الصليبية الجديدة المعلن، هو حماية المسيحيين وضمان سيطرتهم على| الأراضي المقدسة|، ومع وفاة الملك الكامل سنة 1138
قبل انتهاء مدة المعاهدة بعامٍ واحد، وقعت الخلافات والصراعات بين أمراء مصر وبين ملوك المسلمين، ما ساعد الصليبيين على إرسال حملتهم على دفعات
عُرفت تاريخياً بحملات البارونات، وقد استطاعت تلك الحملات توسيع مملكة بيت المقدس إلى أقصى اتساعٍ لها.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك