القصة الكاملة للحملات الصليبية على الأراضي العربية تصميم الصورة ريم أبو فخر |
شعر القائدان صلاح الدين وقلب الأسد بأن استمرار المعارك بينها ليس لمصلحة أحد فأرادا عقد معاهدة صلح:
معاهدة يافا:
بعد الكثير من الأخذ والرد، توصّل القائدان إلى اتفاقٍ للصلح عُرف بمعاهدة يافا، في سنة 1192
فاحتفظ |صلاح الدين| بالقدس مع السماح للمسيحيين بزيارتها، واحتفظ| الصليبيون |بالمدن التي استولوا عليها ومنها مدينتي عكا ويافا، ولكن الأوروبيون لم يقبلوا بتلك المعاهدة، فهدفهم الأول هو احتلال بيت المقدس
فبدأ البابا "إينوسنت الثالث" بتجهيز حملةٍ صليبيةٍ جديدةٍ من أجل استعادة بيت المقدس، خاصةً بعد موت صلاح الدين سنة 1193.
تجهيز الحملة الصليبية الرابعة:
بعد موت صلاح الدين، انقسمت مملكته بين أبنائه وإخوته، ولكن الحملة الصليبية الجديدة هذه المرة، رسمت لنفسها خطةً جديدة، فقد كانت وجهتها الأولى| مصر|، من أجل القضاء على مركز القوة الإسلامية هناك
ولكن الخطة لم تسر كما خُطّط لها، فقد كان عليها تجميع القوات في ميناءٍ ضخمٍ يسمح بنقلها إلى مصر عبر البحر، فكان الخيار الأمثل هو مدينة البندقية (فينيسيا)
ولكن تكلفة ذلك كانت كبيرةً جداً، فاشترط ملك البندقية على الصليبيين أن يساعدوه على احتلال مدينة زارا (الكرواتية حالياً ) المتنازع عليها، بمقابل أن يساعدهم في نقل جيوشهم من ميناء مدينته.
الضرورات تُبيح المحظورات:
وجد البابا نفسه أمام حيرةٍ كبيرة، فقد سبق له أن هدّد بالحرمان الكنسي لكل من يهاجم المسيحيين، وخاصةً الكاثوليكيين منهم
وكان سكان زارا من الكاثوليك، ولكنه سرعان ما وجد مخرجاً له من حرجه بحجة أن ذلك ضرورياً لتحقيق الهدف الأكبر بتحرير |بيت المقدس|
فهاجمها الصليبيون مع جيش البندقية في سنة 1202 واستولوا عليها، وكانت تلك الحادثة وصمة عارٍ لازمت الصليبين طويلاً، ولكنها لم تبقَ وصمة العار الوحيدة.
المزيد من وصمات العار في تاريخ الصليبيين:
كان امبراطور البيزنطيين آنذاك "أليكسوس الثالث"، بعد أن خلع شقيقه "اسحق الثاني" عن الحكم وسمل عينيه
فقرر ابنه "أليكسوس الرابع " أن ينتقم لوالده ويستعيد عرشه، فعرض على الحملة الصليبية الرابعة المتواجدة في زارا القريبة من حدوده، أن يزوّدها بالمال والجنود وتوحيد الكنسيتين الكاثوليكية والأرثذوكسية، بمقابل أن يساعدوه على تحقيق ثأره من عمه.
إحدى أبشع جرائم الصليبين بحق إخوانهم المسيحيين:
توجه الجيش الصليبي نحو| القسطنطينية |سنة 1203، واستطاعوا هزيمة الإمبراطور "أليكسوس الثالث" الذي هرب، وتولّى "ألكيسوس الرابع" الحكم
ولكنه سرعان ما قُتل قبل أن يدفع للصليبيين ما اتفقوا عليه
وبغياب من سيدفع لهم مستحقاتهم، فقد دخل الصليبيون مدينة القسطنطينية، وعاثوا فيها نهباً وقتلاً وتدميراً، ويُعتبر ذلك من أسوأ ما حدث في التاريخ المسيحي والبيزنطي
كما أنه أضعف الإمبراطورية البيزنطية كثيراً، ومهد لتدميرها على أيدي| العثمانيين| فيما بعد.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك