استثمر السلبية الموجهة في تحقيق رغباتك تصميم الصورة: وفاء مؤذن |
يحكى أنَّ..
ضفادع كانت مجتمعة قررت أن تزحف عبر الغابة نوعاً من النشاط الحركي، وبدأت بالتوافد وتسوية صفوفها للانطلاق.
بعد أن تكلموا فيما بينهم لتحديد زمن الانطلاق، تضافرت جهودهم وبدأ يعلوا الحماس والهتاف.
حان وقت الانطلاق؛ وبدأت الضفادع بالحراك نحو الغابة....
نعم، يقفزون فوق جذور الأشجار الظاهر نصفها فوق التراب، ويتسامرون بين الأعشاب و يقفزون فوق الحفر التي تعترض طريقهم.
ضفدع وراء الآخر، ضفدع يقفز، ضفدع يتباهى، وبينما يقفزون فوق الحفر، هنا حدث ما لم يكن في الحسبان.
- أوه لا! لا يمكن ذلك. قالها أحد الضفادع.
- للأسف لقد وقعا في الحفرة قالها الآخر..
تجمع عدة ضفادع حول الحفرة، وبدت بالفعل عميقة، وفي قاعها ضفدعين عالقين، لا يستطيعا أن يقفزا للأعلى بسبب عمق الحفرة، والضفادع في الأعلى لا تستطيع أن تساعدهما وبدأوا بالتشاور فيما بينهم سوف يلقوا حتفهما بالطبع، وعلت الأصوات أنه لا رجاء منهما.
السماء تلبدت بالغيوم الرمادية، تنذر بقدوم المطر، صاح أحد الضفادع عندما تمطر ستمتلئ الحفرة، وهنا يمكنهما السباحة والقفز من الحفرة.
نعم فكرة جيدة، فعادوا إلى طرف الحفرة وبدأوا بالصياح للضفدعين المغلوب على أمرهما، انتظرا حتى تمتلئ الحفرة بالماء ستمطر بعد قليل، وبدأوا بالصياح ويعلوا أصواتهم ويهتفون ويحركون أذرعتهم حتى يسمعان من في الحفرة...
بينما يهتفون ويصرخون تشجع أحد الضفادع بأن يحاول تجميع قواه ليقفز عاليا أكثر، حاول فتعثر في المرة الأولى، والثانية، والثالثة حتى عزم على الأمر واستجمع طاقته وقفز قفزةً عالية....
تفاجأ الجميع منه وحين رقد بسلام على ضفة الحفرة شكرهم على تشجيعهم له ومساندته في محنته... ماذا؟ كان ذلك بلغة الإشارة (نعم إنه أصم)، كان يعتقد أنهم يشجعونه، وهم في الحقيقة عكس ذلك، نظروا إلى بعضهم البعض باندهاش، ماذا؟ تشجيع! وهنا نظروا إلى الحفرة، إلى الضفدع الآخر الذي اختار القنوط، وبدأوا بالتشجيع له و تحفيزيه بالفعل..
هيه تستطيع أن تفعلها، أنت قادر، اجمع قواك هيا، وبالفعل عندما رأى ذلك التشجيع، عزم أمره واستجمع قواه، وقفز نحو بر الأمان....
ماذا لو؟ سؤال أطرحه لكم.
عندما نكون أصماء عن إحباط الآخرين لنا، ونجعل من سلبيتهم اتجاهنا وقوداً لنجاحنا سنتخطاهم بسهولة ويسر كما فعل صديقنا (الضفدع الأصم)، فإن تركت الناس يقررون مصيرك فأنت هالك لا محالة.
لذا ضع على أذنيك سماعة صماء!
ابدأ بتحويل تلك الحجارة التي يرمونها الناس عليك سلماً للصعود نحو الأعلى، لا تقف عند أحد، ولا يصيبك الحزن عندما ترى أقرب الناس اليك يحبطون مسعاك، آمن بذاتك،وحقق أمنياتك، وكن أناني| بحب ذاتك|، ليست |الأنانية| (الأنا العليا)، بل اعط حب لذاتك أكثر، كي يُعكس للخارج، وتبدأ رحلتك أنت.
ستسقط، وتتعثر كثيرا، لكن انهض في كل مرة واجعل منها دروس مستفادة، الحياة صعبة بالفعل ، بل صعبة بقدر كبير، لكن عليك أن تنهض في كل مرة تقع لتنجح، لتصل إلى هدفك المنشود.
افعلها الآن...فلا أحد سيساعدك إلا نفسك، فهل تريد ألا تفوز؟؟
بقلمي: صالح شاهين
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك