استكمالاً لمقالنا السابق نكمل عن صراع الجبابرة " الشيوعية والرأسمالية "
ألمانيا بعد التقسيم:
بعد انتهاء الحرب، تم تقسيم ألمانيا إلى ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية، وحتى العاصمة برلين لم تسلم من التقسيم، فتم بناء سور برلين الشهير
ولكن السوفييت لم يضعوا يدهم على الأراضي الألمانية فقط، بل على الكثير من أبحاثهم وعلومهم أيضاً، وكذلك فعل الأمريكيون، فسرعان ما استطاع السوفييت الحصول على| القنبلة النووية|، والأسلحة الكيميائية والجرثومية، إضافةً إلى عددٍ كبيرٍ من العلماء الألمان
وهذا ما دفع الاستخبارات الأمريكية إلى توقع الحرب الشاملة.
الفضاء أولاً:
عندما أصبحت نهاية ألمانيا حقيقةً واضحةً أمام |هتلر|، أعطى أوامره بحرق جميع الملفّات العلمية، والتخلص من جميع العلماء، فكان على العلماء الألمان التفكير بمصيرهم ومستقبلهم
فاجتمع "فون براون" مع بعض أصدقائه العلماء وبحثوا عن مخرجٍ لهم، فاتفقوا على ضرورة حماية أبحاثهم مهما كلّف الأمر، وقرروا اللجوء إلى| الولايات المتحدة |لأنها الوحيدة القادرة على الانفاق على أبحاثهم في ذلك الوقت، بحسب اعتقادهم
فقد اعتقدوا بضرورة تحويل الاهتمام إلى غزو| الفضاء |بدلاً من أطماع الهيمنة الشخصية.
كشف المستور:
لم يستطع "فان براون" إخفاء اتفاقه مع رفاقه، فقد زلّ لسانه في إحدى السهرات، ولعله كان ثملاً، فتحدث عن ضرورة استخدام الأبحاث والعلوم الصاروخية لغزو الفضاء بدل الحروب
وسرعان ما وصل الخبر للسلطات الألمانية التي ألقت القبض عليه ورمته في السجن، ولكن مكانته العلمية هي التي جعلت وزير التسليح بنفسه يتدخل للإفراج عنه
وما أن نال "براون" حريته ثانيةً، حتى قرر ضرورة مغادرة| ألمانيا| مهما كان الثمن.
اللجوء إلى الأمريكيين:
أصبح هدف "براون" الحالي، هو التواصل مع الأمريكيين للجوء إليهم، ولكن ذلك لم يكن سهلاً، فقد خشي أن يقتلوه مباشرةً
ومع إعلان انتحار هتلر، أصبح الظرف ملائماً، فأرسل "براون" شقيقه "غاوس" الذي يتقن اللغة الإنكليزية
وما إن وصل "غاوس" إلى أحد مراكز التجمع الأمريكية في ألمانيا، حتى عرّفهم بنفسه، فأخبرهم بأنه شقيق "براون"، فقبضوا عليه مباشرةً وعلموا منه مكان براون مع خمسمئةٍ من العلماء والمهندسين الألمان الذين يرغبون باللجوء إلى أمريكا.
مرحلة جديدة في حياة "براون":
لم يكد الأمريكيون يعلمون بمكان "براون" ورفاقه، حتى أطلقوا حملةً واسعةً لإنقاذهم من أوامر إعدامهم الألمانية، فكان لهم ذلك
انتقل براون ورفاقه إلى عهدة الأمريكيين، ولكن "براون" لم يكن يأمن جانب الأمريكيين، فكان عليه الاحتفاظ بما يضمن سلامته، وهو إلى جانب عقليته الفذة، كان مجموعةً من المعلومات السرية، أهمها مكان إخفاء| الملفات السرية| المتعلقة بالصواريخ الألمانية
فقد أخفاها "براون" مع بعض رفاقه في قلب أحد المناجم، ودمروا مدخل المنجم كي لا يصل إليها أحد.
الحصول على الملفات السرية للصواريخ الألمانية:
ولكن المشكلة التي اعترضت الأمريكيين بعد ذلك، كانت وقوع ذلك المنجم مع أحد أهم مصانع الصواريخ في منطقةٍ نالها الاتحاد السوفييتي بعد تقسيم ألمانيا، فكان عليهم التصرف بسرعة قبل وصول القوات السوفيتية إلى تلك المنطقة
فانطلقت مجموعةٌ من الجنود الأمريكيين إلى المنجم، وأحضروا الملفات ودمروا المصنع كي لا يستفيد| السوفييت| منه في شيء، وكذلك كان السوفييت يفعلون نفس الشيء في المناطق التي عليهم تسليمها للأمريكيين بحسب معاهدة التقسيم.
بقلم سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك