هل يسعى بوتين لاستعادة الاتحاد السوفيتي؟ تصميم الصورة ريم أبو فخر |
فرغت روسيا من حربها في |سوريا| عبر اتفاقاتٍ وتسوياتٍ غامضةٍ مع |تركيا|، وحصلت على الكثير من المكاسب المادية هناك، وأطفأت نار الحرب بين أرمينيا وأذربيجان
واطمأنت لخروج |حلف الناتو| من خاصرتها الرخوة في أفغانستان بعد وصول طالبان إلى السلطة
وفتحت باب التسوية في ليبيا بانتظار ما ستسفر عنه نتائج الانتخابات القادمة، فأصبحت أوكرانيا هدفها التالي.
التصعيد الروسي مع الغرب:
أرسلت روسيا مئة ألف مقاتلٍ إلى الحدود الروسية الأوكرانية، ولكي تشغل الأوروبيين عنها، أوعزت لبلاروسيا لكي تفتح حدودها مع أوروبا أمام حشود الفارين من بلادهم نحو أوروبا
فجعلتهم سلاحاً بشرياً تضغط به على الأوروبيين، إلى جانب سلاح الغاز الذي تهدد بقطعه عن| أوروبا |بين الحين والآخر
فوصلت الرسالة إلى الجميع بأن |روسيا |لن تتراجع عن خطة إخضاع أوكرانيا بشكلٍ أو بآخر.
ردودٌ غربيةٌ واهنة:
أرسل الغرب إلى روسيا سلسلةً من الرسائل والتهديدات باسم حلف الناتو، وفرض الكثير من العقوبات، وأطلق مزيداً من التحذيرات والتهديدات
ولكن ذلك لم يفعل شيئاً أمام إصرار القيصر الروسي وطموحاته غير المحدودة، فقد بدأ بتهيئة الرأي العام الروسي استعداداً لاندلاع حربٍ جديدةٍ مع الغرب
فأوكرانيا أعلنت صراحةً أنها ستتصدى للأطماع الروسية معتمدةً على مساعدة الغرب لها في ذلك.
سيناريوهات الحرب المحتملة:
صرّح الرئيس الأوكراني بأن روسيا تحاول دعم إحدى محاولات الانقلاب في أوكرانيا، عبر أحد أثرى رجال أوكرانيا، "رينات أحمدوف" المعروف بأنه صديق بوتين
وإذا نجح هذا المخطط الروسي، فقد يتجنب العالم حرباً طاحنةً بين أكبر الدول
ولكن السلطات الأوكرانية التي كشفت هذا المخطط وتنبهت له، لن تسمح له بالمرور، وهذا ما قد يجعل خيار الحسم العسكري هو الحلُّ الوحيد أمام روسيا.
إلى أين قد تصل الحرب بين روسيا وأوكرانيا؟
إذا نشبت |الحرب| بين روسيا وأكرانيا المستقوية بالغرب، فإن الاحتمالات كثيرةٌ ومفتوحةٌ على مصراعيها
ولا أحد يستطيع التنبؤ إلى أي حدٍ ستصل تلك الحرب، وأين أو متى ستتوقف
فقد تتحوّل إلى| حربٍ عالميةٍ| ثالثة، ولكنها إذا بقيت بين روسيا وأكرانيا فإن نتيجتها ستكون حتماً لصالح روسيا المتفوقة بكل المجالات
وبالتالي قد تخسر كييف مزيداً من أراضيها إذا لم تخسرها كلها، وخاصةً الأجزاء الشرقية المليئة بالمواطنين من أصولٍ روسية
إلا إذا صنعت أوكرانيا معجزةً غير متوقعة.
استعدادات أوكرانيا للحرب القادمة:
بدأ وزير الدفاع الأوكراني استعداداته للحرب المتوقعة، فقام بزياراتٍ ميدانيةٍ كثيرةٍ لمواقع قواته على طول الحدود مع روسيا، ونشر مضادّاتٍ للسفن من نوع "نبتون" على شواطئ البحر الأسود
وأعلن عن شراء المزيد من الطائرات المسيّرة من تركيا، ورفع حالة التأهب في صفوف الجيش الأوكراني إلى أعلى درجة
كما زاد أعداد الجنود على الحدود مع بيلاروسيا وبدأ بتجهيز الشارع الأوكراني للحرب المحتملة.
سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك