سبل الإصلاح بين الناس تصميم الصورة رزان الحموي |
ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الخلافات والتباغض في المجتمع؟
يؤدي اختلاف الناس في أمور عديدة كاللون و|اللغة| والجنس ،وكذلك اختلافهم في الصفات والطباع واللغات والميول والرغبات إلى توليد فروق كبيرة بينهم ، ويباعد المسافات بين أفكارهم وآراءهم واتجاهاتهم
مما قد يسبب نشوء خلافات وتضارب في المصالح ، وهذا يقودهم إلى خلافات ومشاحنات ونزاعات، تنعكس على سلوكهم وتؤدي إلى وجود فجوة واسعة في |العلاقات الاجتماعية |والسلوكية
و قد نجد صعوبة بالغة في ردمها وإعادة الوفاق بينهم وإزالة العداوات وتخفيف| التوتر| والبغضاء
وقد جاء الدين الحنيف حاملاً رسالة المحبة والسلام ، ساعياً إلى التوفيق والتآلف والتعاضد بين أفراد المجتمع، معتبراً أنهم جميعاً أخوة ، تجمعهم الإنسانية والدين، وتوحد كلمتهم
قال الله تعالى: (إنما المؤمنون أخوة)
وقد اهتم الإسلام ببناء| الأسرة| واعتبرها اللبنة الأولى في بناء المجتمع، وجعلها البذرة لإقامة مجتمع تسوده المحبة والأخوة وعُني بإصلاح الفرد ، وسعى إلى غرس القيم والفضائل والشمائل في نفسه ,ليكون إنساناً صالحاً متعاوناً متكاتفاً مع بقية الأفراد
وطالبه بتقديم مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد ،كما دعا إلى نبذ المشاحنات وترك |الخلافات| ،وعدم التشبث بالرأي لتسهل إزالة الخصومات ، ويتم رأب الصدع في العلاقات والتعامل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
{لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا ، وخيرهما من يبدأ صاحبه بالسلام}
كما أنه دعا إلى إزالة الفوارق الطبقية ، وإلى الإبتعاد عن التمييز في الجنس واللون واللغة والحسب والنسب ، معتبراً أن قيمة الإنسان الحقيقية ، تكون بالعمل الجيد والصالح
ودعا إلى الإبتعاد عن النميمة والغيبة والحسد والتكبر والكذب والغش والجشع وغيرها، باعتبارها توجد فروقاً وحساسية ببن الناس ، وتؤدي الى البغضاء والحقد والكره ، وتزيد الخصومات والمشاحنات والعداوات ، وتقوض العلاقات الصحيحة القائمة على حسن المعشر وطيب المعاملة
لذا ولحماية المجتمع والعمل على إزالة كل ما من شأنه تقويض بنيانه ، والسعي لبناء جسور من المحبة والتفاهم والثقة المتبادلة بين الأفراد .
ومن وسائل توحيد الكلمة وإزالة الخصومات:
العمل على إزالة الخصومات ، وتقريب وجهات النظر والآراء
التحكيم: فهو يزيل الضغينة والشعور بالظلم ويعمل على تقريب الآراء ، فيرتاح الأفراد ويشعرون بأنهم بأيدٍ أمينة ، تؤازرهم وتمنع عنهم الظلم، وتعيد إليهم حقوقهم فيما لو سلبت منهم كما أنهم يمتنعمون عن سلب حقوق الآخرين .
وإن تقوية الوازع الديني، يبقي الضمير حياً عند الأفراد ، فلا يعتدي أحد على حقوق غيره، ولا يسمح لأحد بسلبه حقوقه ، فلا إفراط ولا تفريط وبذلك يلتزم كل واحدٍ حده فلا يتجاوزه
إذ عندما المرء يعرف بأنه من غير المسموح التهاون بحقوق الآخرين ،أو الإعتداء عليها ،لأن عقوبةً أو غرامةً ستترتب عليه فإنه يتجنبها .
قال الله: ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي، حتى تفيء إلى أمر الله، فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا ، إن الله يحب المقسطين .)
وهنا نجد أن إقامة العدل في التحكيم هو الأساس ، فالآية الكريمة تدعو إلى| الإصلاح |والتنبيه ، ومنع الإعتداء والظلم ، والشد على أيدي الباغين وإقامةالعدل.
ولما كان| الإسلام |قد أعطى بناء |الأسرة| الأولوية في بناء الجسم الصحيح ،والسليم للمجتمع فقد ويكون بذلك إصلاحاً يتناول أمور الناس ، ويبعد شبح الخلافات والضغينة ويزيل الحسد والبغضاء ويخفف التوتر في العلاقات الإجتماعية
وبالتالي يصبح المجتمع سليم البنية متماسكاً ، وقوياً وسعيداً .
تابعنا في المقال التالي لنتكلم عن وسائل إصلاح الأسرة ...
بقلمي هدى الزعبي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك