مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/20/2022 11:28:00 ص

فضل الشهادة والشهداء  وعظيم شأنها عند الله تعالى
 فضل الشهادة والشهداء وعظيم شأنها عند الله تعالى
تصميم الصورة : ريم أبو فخر

كل تجارة فيها ربح وخسارة ، الا التجارة مع الله تعالى ، فإنها رابحة دائماً لا تبور ولا تخسر ، وكيف تخسر وهو الكريم الذي يكافئ ويجزي ، ومن ذا يضاهي عطاءه إذأ أعطى وأجزى 

والشهادة هي أن يجود المرء بنفسه دون عرضه أو أرضه أو أهله أودينه ، ولا تقتصر على |بذل الروح| والنفس، وإنما تتعداها إلى بذل كل ماهو غالٍ ونفيس من مال وغيره ٠

جاء في الحديث الشريف أنه :

(من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد) 

مكانة الشهادة وعظيم فضلها

وقد وعد الله تعالى الشهداء الأبرار في كتابه العزيز  وهو الصادق العظيم الكريم الذي يتكرم ويتفضل بالفوز بالجنان وبالخلود، فقال  تعالى:

( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله ، فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن , ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به ، وذلك هو الفوز العظيم)

وقد أدرك الناس فضل هذه الآية الكريمة ، وتدبروا كلماتها ، ففيها تعظيم للشهادة، وبيان لفضلها وفيها تعويض للإنسان عن حياة زائلة يحياها المرء بكرامة ، ويزود فيها عن الحمى ، فيحيا عزيزاً ويموت عزيزاً ، ويستبدلها بحياة خالدة لا تفنى ولا تزول، ويفوز فيها بالجنان والمراتب العالية  ٠

وقد تمثل| الصحابة| هذه المنزلة العالية التي أولاها الله تعالى للشهداء ، فانبروا يقدمون أرواحهم رخيصة ، للزود عن حمى أرضهم ودينهم وعرضهم ، وكل ما آتاهم الله من نعم ، وتسابقوا لنيل| الشهادة| ، وسعوا إليها بإلحاح وإقدام ٠

وتاريخنا زاخر ببطولاتٍ سطرها أولئك الأبطال الذين انبروا وتسابقوا لنيل الشهادة ، هانت عليهم حياتهم فعظمت مكانتهم ، وارتفع شأنهم في الدنيا والآخرة ٠

فهذا حنظلة سمع صوت منادي الجهاد 

 وكان في ليلة عرسه، لم تغرِه الدنيا ومباهجها ، ولم يوقفه فرحه بعروسه ، فتركها وخرج مسرعاً ، خاف أن يدركه الوقت ، وأن يفوته الجهاد إن هو تلكأ في الخروج ، أو انتظر  ليودع عروسه ، أو إن تأخر ليهيئ نفسه للخروج ، لم يستحم وكان جنباً  ، بل خرج ليلبي دعوة الجهاد ، طلب الشهادة ونالها وقصته تملأ الأسماع هذا هو حنظلة الذي قامت الملائكة بغسله في| السماء|  ليلقى الله طاهراً  ، ولهذا سمي بغسيل الملائكة ٠

وهذا عمر بن الجموح 

 طلب الشهادة ونالها ، مع أن الرسول الكريم أعفاه من الجهاد ، ورخص له بعدم الخروج يوم أُحد ، فلم يثنهِ هذا الإعفاء أويقعده عن الخروج ، ولم يتخذه حجة وعذراً، بل خرج  للجهاد وأبى الرجوع طلباً للشهادة ، وقد نالها لأنه طلبها بصدق لأنه يعرف أن فضل الشهادة عظيم ٠

قال النبي صلوات الله عليه:( من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه) 

وهناك العديد من الصحابة الذين طلبوا الشهادة بصدقٍ ، وتسابقوا اليها فأكرمهم الله بها ٠

كان عمر بن الخطاب دائماً يدعو ويقول ( اللهم ارزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك )

ماهي ثمرات الشهادة ومنزلتها؟ 

للشهيد كرامات عظيمة وثمرات عند الله تعالى: 

1 الخلود : فالشهيد حي خلده الله تعالى  يحيا حياة هنيئة بعد الإستشهاد: ( ولاتقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ، ولكن لاتشعرون

٢  الفوز بالجنان والحياة الخالدة

وقال تعالى:( ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) 

٣  الفرح بالمكانة التي أكرمهم الله تعالى بها

فيتحول موتهم فرحاً، وبشراً من فضل الله نعمة وإكراماً ( فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألاخوف عليهم ولاهم يحزنون)

٣  حصولهم على المغفرة من ذنوبهم ، ونجاتهم من النار  فلهم مغفرة من الذنوب ، وتكفير للسيئات ونجاة من النار ٠

فقال الله تعالى:( فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا ، لأكفرَّن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثواباً من عند الله ، والله عنده حسن الثواب) 

ماذا يتحقق للشهيد عند استشهاده؟ 

وقال النبي:(إن للشهيد عند الله ست خصال: أن يغفر له في أول قطرة من دمه ، ويرى مقعده من |الجنة| ويزوج من |الحور العين|، ويجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج الوقار ، الياقوتة منه خير من الدنيا ومافيها ويشفعه  الله في سبعين من أقاربه ٠

والشهيد الذي يموت في أرض المعركة ، لايغسل ولايكفن بل يدفن في ثيابه ، ليكون ذلك شاهدأ له عند الله تعالى ٠

ولا تتوقف الشهادة عند الموت في ساحات الوغى  وإنما تتعداها وتتحقق له مرتبة الشهادة 

وتشمل خمس حالات :

قال النبي:( الشهداء خمسة المطعون والمبطون والغرق وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله) 

وكذلك فإن الذي يموت بلدغةٍ يموت شهيداً ، والذي يموت بسبب ترديه من علو فهو شهيد ، قال النووي رحمه الله: إنما هذه الموتات شهادة يتفضل الله على من مات فيها بسبب صعوبتها وقساوتها ٠

أكرمنا الله بالشهادة وجعلنا ممن يفوزون بها

هدى الزعبي

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.