الوصول إلى مرضاة الخالق من خلال علاقتنا بالخلق تصميم الصورة ريم أبو فخر |
هل يمكن أن يحقق الإنسان التوازن في علاقته مع الخلق وهل يقوده ذلك ليفوز بمرضاة الخالق ؟
يتصف |المسلم| بمكارم الأخلاق من سماحة النفس وصفاء القلب ونقاء السريرة
وبأنه لايحمل ضغينة ولا حقداً ،كما يتصف بالقناعة ،وبأنه شاكر حامد لخالقه لما أولاه من نِعَمٍ، فلا يمدنَّ عينيه إلى ما يملك غيره ، ولا يحسد ولا يغبن ولا يغش ولا يسرق
ولأنه يمتثل لأوامر الله تعالى وينتهي عن نواهيه فهو ينأى بنفسه عن| الغيبة والنميمة| والتجسس والتنابز بالألقاب
ونراه بسيطاً نزيهاً قويم السيرة ،صادق الوعد لايخلف وعداً ،ولا يخون عهداً ،لا يظلم ولايحقر ولا يغبن حقاً ،ولا يضيع أجراً٠
والمسلم موضع ثقة وأهلٌ لها ،لأنه إذا حدَّث صدق ولم يكذب وإذا أوتمن رعى الأمانة وحفظها ولم يخنها ،وكذلك إذا باع أو اشترى ، و استدان أو قام بأي نشاط تجاري ،أو اجتماعي، فإن النزاهة و|الأمانة| ومخافة الله دائماً تحكم تصرفاته وتهذبها
فهو ينتهج الأمانة قولاً وعملاً، ويحرص على اتخاذ الحلال والإبتعاد عن الشبهات والمحرمات سلوكاً له
فيكون هو الضابط والوازع الذي يعصمه، ويلجمه عن أي تصرف مسيئ، أو مضِرٍّ لنفسه أو للآخرين
لذلك تكون العلاقة التي يكوِّنها مع الغير قائمة ،على الثقة المتبادلة بينه وبين الجميع ، فتسود المحبة والإحترام٠
ولأن كل المسلمون أخوة له ، فهو يرعى مصالحهم ويحفظ حقوقهم وذممهم ولا يؤذيهم ، بل يؤثرهم على نفسه ، ويقد ِّم مصلحتهم على مصلحته ويدافع عنهم ويمد لهم يد العون والمساعدة فيزورهم إذا مرضوا ، ويواسيهم إذا حزنوا ويشاركهم أفراحهم وهمومهم ، ويسعى لتفريج كرباتهم
قال رسولنا الكريم صلوات الله عليه :
لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ،ما يحب لنفسه
وقال صلوات الله عليه المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص ،إذا اشتكى منه عضو ،تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى٠
والمؤمن حسن الظن ،يلتمس العذر لأخيه المسلم ولا يظن به إلا خيراً.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ، ولاتحسسوا ولاتجسسوا ولاتنافسوا ولاتحاسدوا ولاتباغضوا ولاتدابروا ، وكونوا عباد الله إخوانأ كما أمركم، المسلم أخو المسلم لايظلمه ، ولايخذله ولايحقره ٠
التقوى ههنا... التقوى ههنا ...ويشير إلى صدره بحسب امرىء من الشر أن يحقرأخاه المسلم
كل المسلم على المسلم حرام : دمه وعرضه وماله إن الله لاينظر إلى أجسادكم ،ولا إلى صوركم ،ولكن ينظر إلى قلوبكم)
الإسلام أحاط أفراد المجتمع
بسور ،قوامه الخير والمحبة ،وسعى ليربطهم بالود والتآلف والتعاضد ،ليكون المجتمع مترابطاً قوياً متماسكاً.
بهذا يصلح حال المجتمع ، ويقوى بنيانه ، ويصبح متيناً مرهوب الجانب، أفراده متضامنون.
فإذا صلح حال الناس مع بعضهم ، وتوافق مع صلاح العبد مع ربه ،وأفلح في التقرب إليه بصالح الأعمال وبالطاعات، من صلاةٍ وصيام ٍوزكاةٍ وحجْ
واجتهد بالنوافل من صدقات وقيام وجمَّلها بحسنِ الخُلق ، فهنا يكون المسلم قد حاز المراتب العليا، وحقق الفوز في الدنيا والآخرة وسما بالنفس والروح والصفات والطباع والسلوك والنهج ، ويكون عندها في أحسن حال ويكون قد حقق التوازن بين علاقته مع الخلق وتوصل لتحقيق مرضاة الخالق.
فإن حقق هذا التوازن والإتزان في حياته، فإن هذا سيجعله جديراً بحياة سعيدة ، خالية من كل المشاكل والمتاعب ،وَيكون قد أوتي حظي الدنيا والآخرة فيعيش سعيداً هانئاً عزيزاً، متحاباً مع الآخرين كما أراده الله أن يكون ، ويفوز بالجنان وبالمراتب العالية.
جعلنا الله وإياكم، ممن حاز مرضاة الله ورضوانه وممن حظي بمحبة الناس وكسب مودتهم
بقلم هدى الزعبي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك