|
ترجلت الروح و تناغمت في نقاء وباحت عبر اللسان الذي نطق بتلك القصيدة :
رأيت حسنها في الأوصاف مكتملُ وشغف حبها بالقلوب يتصلُ
حال بي الحال مذ رأيتك ونبضي مبعثراً بالأشواق يقتتلُ
ما بال عشقك لا يدنو بوصاله كيف أخطو اليك وقلبك بات منشغلُ؟
أنيري طريقك حتى يبان لي مشكاة نوره لأبصره و أرتجلُ
وأسرد في حكايات التوق لك كلما بزغ النهار أو بالكحل ينسدلُ
أيا غرة على الوجنين تتكئ كلما ذاقها الهوى بات نبضي مشتعلُ
يلوح بها كيفما شاء ونوى يعبث بي كلعبة يداعبها الطفلُ
و مقلتين كلكل السواد بها ترميك بسهامها حين تتقلقلُ
قدها كالبان غض لا يشوبه أي شائبة قد تنهال و تنجدلُ
دعي أرواحنا تنساب في الهوى وافردي جناحيكِ حتى الحزن يضمحلُ
واجعلي قلبك الشقي لي وطناً فلا وطن لي بعدك يحتملُ
جال وصال القلب وأضرمت النيران في نبضاته التي لم تهدأ أبدا، قلق العقل حينها ولم يعد يسيطر على هيجان صديقه، وأما الروح تتراقص على نبضات القلب دونما تفكير، وتتمايل في زهو ونشوة.
صمت العقل مراقباً تلك الأحداث وزحف ببطء نحو حجرة الذكريات، اقترب من بابها دونما استئذان من أحد دخل منه إلى رفوف الأحزان، وبدأ يبحث ويبحث بين دفاتر المواقف المزعجة الخاصة بتلك الفتاة التي جعلت الحياة بطعم ولون آخر، وسقت خريف الحب بمطر الخير الذي أنبض ربيعه وأنبت زهرته لتفوح من جديد بعطرها الأخاذ..
لقد وجدت ذلك الملف وقال للقلب: ألا تذكر أيها القلب المسكين كيف انفطر قلبك حين جررت خيوط الخيبة في ذاك اليوم الذي غاب طيفها دونما استئذان وغادرتك بلا عنوان وهجرت بسفينتها الشطآن ورمت كل ذكرياتك باطمئنان...
جفل القلب وتباطأت دقاته إلى أن رقدت في ثبات الكآبة، وسقطت أقنعة الفرح خجلة منه ولملت أهازيجها وخيّم الصمت القاتل..
توقف الضجيج في تلك الروح ومشت متثاقلة وبرح اللسان قائلاً:
أيا شوق قد زاد بقلبي خفقان أين المحب واين بعده الآنا
انفاس تكاد الروح تلفظها مسافات بعدك قد أضرمت نيرانا
تهت في دياجي الليل وأنا انظر الى بقايا العمر و ذكرانا
فضممتها ورياح الشوق تنقلها نحو ديارها علها تلقى آذانا
وتخبرها كم عانيت ببعدها وأمواج الحزن تلاطم شطآنا
عشقتك وعشقك ابد لم يبرح فما زلتي تتربعين بذاك المكانا
وان تتالت نساء الكون بعدك لم ولن يشفين قلبي الظمآنا
وحدك من عليت على عرش هذا الفؤاد وأمليتيه حنانا
فبقاؤك به لا يزال ولن يزل وغير حبك لن يروي الشريانا
عاهدتك أن أبقى لك وانا..على وعدي ساكون المصان
بقلمي: صالح شاهين
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك