ما هي الحكمة المختبئة وراء أسطورة "ميدوسا" الإغريقية؟ تصميم الصورة : رزان الحموي |
من هي "ميدوسا"؟
تقول الأسطورة اليونانية بأن |ميدوسا | كانت كاهنةً في معبد "أثينا" آلهة الحكمة مع أختيها، وكانت الأخوات الثلاثة في غاية الجمال، ولكن اختيها كانتا خالدتين، فليس للموت من سلطانٍ عليهما، على عكس ميدوسا الفانية، والتي كانت أكثرهنَّ جمالاً، وكان مفروضاً على جميع| الكاهنات| أن يحافظن على عذريتهنّ.
لعنة ميدوسا:
عندما شاهد "بوسايدن" إله البحر ميدوسا، فُتن بجمالها، فأراد الزواج منها، على عادة الآلهة في الأساطير القديمة، ولكنّها رفضت الزواج به، فغضب بوسايدن وقرّر الانتقام منها، فاغتصبها في قلب |معبد أثينا|، وعندما علمت أثينا بذلك، جُنَّ جنونها، لأنها كانت على علاقةٍ ببوسايدن، فألقت لعنتها على ميدوسا، فجعلت شكلها مرعباً، واستبدلت شعرها بمجموعة أفاعٍ، وحكمت على كلِّ من ينظر في عينيها بأن يتحول إلى حجر.
انتشار قصة ميدوسا:
لم تكتفِ أثينا بإلقاء لعنتها على ميدوسا، بل حوّلت أختيها أيضاً إلى مسخين مرعبين، ثم نقلت الأخوات الثلاثة إلى إحدى الجزر، ومع الوقت انتشرت قصة ميدوسا بين الناس من خلال البحّارة الذين مرّوا بجزيرتها واستطاع بعضهم الهرب منها، ومن الجدير بالذكر أن ميدوسا أنجبت من بوسايدن مخلوقين غريبين، أحدهما الحصان المجنّح "بيكاسوس" والآخر مسخٌ غير مشهور.
سلاح ميدوسا الفائق:
وصلت قصة ميدوسا إلى "بيرسيوس"، وهو أحد أبناء "زيوس" من امرأةٍ بشرية، وكان متيّماً بفتاةٍ تدعى "أندروميدا"، ولكنه لم يكن قادراً على الزواج منها، لأنها كانت منذورةً كأضحيةٍ لوحشٍ مرعب يشبهٍ التنّين يدعى "الكراكن"، ولذلك توجّب على بيرسيوس أن يقتل ذلك الوحش لكي يصل إلى حبيبته، ولفعل ذلك توجب عليه قتل ميدوسا واستخدام رأسها لقتل الوحش.
مقتل ميدوسا:
ذهب بيرسيوس إلى |جزيرة ميدوسا| وتسلل إلى كهفها أثناء نومها، وبمجرّد ان استيقظت، وجدت أمامها درع بيرسيوس العاكس كالمرآة، فتحوّلت إلى حجرٍ بدءً من قدميها، وقبل أن يتحول رأسها إلى حجرٍ، انقضَّ عليها بيرسيوس وقطع رأسها دون أن ينظر في عينيها، ثم أخذ رأسها واستخدمه لقتل الوحش.
من هي ميدوسا في الوقت الحالي؟
لم تختر ميدوسا أن تكون وحشاً مرعباً، ولم تختر أن يتحول كلُّ من ينظر إليها إلى حجر، كما أنها لم تختر أصلاً أن تكون جميلةً ليفتتن بها بوسايدن، ولكنها كانت الضحية في البداية، ثم توجّب عليها أن تدفع ثمن جريمةٍ كانت هي ضحيتها، ولم تكن المذنبة فيها، كما توجّب عليها ان تُقتل لكي يصل بيرسيوس إلى حبيبته، ولم تزل |قصة ميدوسا| موجودةً بيننا حتى اليوم، ولعلها تتكرر مع الكثير من البشر الذين يدفعون ثمن أخطاء غيرهم، والذين يتعرضون لشتى أشكال الظلم، ثم يتلقون اللوم والقصاص على جريمةٍ كانوا ضحيتها.
إذا رأيت عبرةً في قصة ميدوسا فشاركها مع أصدقائك.
بقلمي سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك