" فكرة المعرفة " في الفلسفة الإسلامية تصميم الصورة وفاء مؤذن |
استكمالاً لما ذكرناه في المقال السابق ...
حدد الفارابي ثلاث أنواع للعقل وهي :
١- العقل بالقوة : هو الانسان في حالة الجهل كل الذي تملكه الحواس.
٢- العقل المستفاد : هو نتيجة أن العقل بالقوة استفاد من المبادئ والأفكار الأساسية في العقل الفعال،
وكون معاني وأفكار و|إدراك| حول الاشياء.
٣- وكأن العقل الفعال هو الشمس والعقل بالقوة هو العين التي تحتاج نور الشمس لكي تستطيع أن ترى الاشياء وتدرك حقيقتها.
العقل الفعال عند |الفارابي |هو نفس فكرة المسلمات عند |أفلاطون|.
التي تكلمنا عليها قبل ذلك.
أما " المعرفة المتخيلة " عند الفارابي
هي المعرفة التي تحصل في الأحلام أو من خلال الوحي
وهي المعرفة المكتسبة عن طريق الحواس والتي تخزنت في المتخيلة قبل ذلك وتعيد المتخيلة افرازها خلال النوم وتحاكي بها المعرفة الحسية
أما في حالة الوحي الأمر أكثر تعقيداً من ذلك ، لكنه يعتمد على نفس الفكرة في حالة أن النفس وصلت لمرحلة من الكمال والصفاء ، يبقى عندها القدرة في حالة اليقظة أنها تستدعي محبوسات من المتخيلة وتدركها كما لو كان لها وجود
بالرغم أنها ليست موجودة في الواقع
الفارابي كان أول من قدم محول التفسير لظاهرة |النبوة والأنبياء |
فالنبي في قضية الفارابي يتلقى الوحي من العقل الفعال بلاغ من |الملائكة| الإلهية، اتصال بالعقل الفعال يتم عن طريق المخيلة وليس عن طريق العقل الواعي وهذا الذي يميز النبي عن| الفيلسوف |في وجهة نظر الفارابي
و من المعرفة التي يحصل عليها ، تتم الاتصال بالعقل الفعال أو الإله عن طريق المخيلة
أما الفيلسوف يحصل على هذه المعرفة عن طريق الاتصال بالعقل الفعال أو الله عن طريق العقل.
ابن سينا يرسخ مفاهيم المعرفة ووسائلها ،
وسيعطي لأفكار |الكندي| و|الفارابي| عمق أكبر وبعد جديد ، فيحدد المعرفة بأنها الإدراك
وأن |الإدراك |هو تمثل الإنسان حقيقة الشيء ، فالانسان هو المدرك ، والموضوع أو الشيء هو المُدرك ، والتمثل أو الحضور بالنفس هو العلاقة بينهم
ابن سينا سيضيف نوعين آخرين من المعرفة
إضافة للانواع الثلاثة التي حددها الفارابي قبل ذلك، وهما:
- التوهم
- الإشراق
* التوهم : هو إدراك المعاني المجردة غير المحسوبة.
* الاشراق : هو نوع من الالهام ، يحدث عندما يتصل عقل بالعقل الفعال أو المسبب الأول ويستقبل منه المعاني والصور مباشرة .
هذه المعرفة الإشراقية تتحقق عند |الصوفية |بشكل واضح والتي فيها يتخلص الصوفي من عبء الجسم الثقيل وينقي نفسه ، فيصل إلى تمثل الحق والجواهر العقلية والروحانية
ويشتاق إلى المسبب الأول، ويمر بمقامات ودرجات العارفين .
|الفلسفة |الصوفية موضوع طويل سوف نتكلم عنه بالتفصيل في مقالات أخرى.
تكلمنا بشكل سريع عن فلسفة ثلاثة من كبار فلاسفة الإسلام حول فكرة المعرفة.
قصة حي بن يقظان
كتبها الفيلسوف الاندلسي ابن طفيل
القصة تمثل العقل الإنساني الذي غمره نور العالم العلوي ، فوصل لحقائق الكون والجهود بالفطرة والتأمل بعد وصول الإنسان لها عن طريق النبوة والتوحيد
حي ابن يقظان يقرر أنه سيرجع للتأمل والتعبد على جزيرته المهجورة بعد ما نفر الناس من المعرفة التشريقية التي وصل لها بالفطرة خلال عزلته الأولى
والآن... هل تعتقد أن هناك نوع من المعرفة يمكن أن نصل له بدون حواسنا أو عقلنا ؟
نوع من المعرفة نصل له باتصال خاص مع المسبب الأول والقوى العليا؟ .
إن المبدعين دائماً يتكلمون عن وحي الابداع، ولحظات الإلهام التي ليس لهم سيطرة عليها.
يا ترى هل هذه هي المعرفة الاشراقية التي تكلم عنها ابن طفيل؟
وهل فعلاً إن قمت بتنقية نفسك من الدنيويات وارتقيت بروحك ، سوف تصل في يوم من الأيام للاتصال بالعالم العلوي ؟
وتحصل على المعرفة الإشراقية ؟
أم سوف تبقى انساناً عادياً يستقبل معرفته عن طريق الحواس والعقل فقط ؟
اكتب لنا رأيك في التعليقات....
بقلمي رهف ناولو
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك