هل سيسمح لنا العلم بتحديد مواصفات أبنائنا؟ - الجزء الأول - سليمان أبو طافش

 هل سيسمح لنا العلم بتحديد مواصفات أبنائنا؟
تصميم الصورة ريم أبو فخر 

يحبُّ البشر الطبيعيون أبناءهم مهما كانت أشكالهم ومواصفاتهم

 فحبُّ الأبناء والتفاني في رعايتهم وحمايتهم، من الصّفات الطبيعية التي تتمتع بها الكثير من |الكائنات الحية|، ومنها البشر

 ولكنّنا نرغب عادةً في أن يحمل أبناؤنا أفضل المواصفات، فنحن بطبيعتنا نحبُّ الجمال، وتضع أدمغتنا معايير محددةً للجمال

 ولذلك قد يرغب الكثير من الناس باختيار مواصفات أبنائهم

 فهل ذلك ممكن؟!!

علم الوراثة والمستقبل:

يتوقع الكثير من الناس بأن المستقبل القريب سيحمل لنا تطوراتٍ وابتكاراتٍ تغيّر الكثير من أساليب حياتنا، ومن أهمّ تلك التطورات ما سيكون ممكناً في |علم الوراثة|

 فمن المتوقّع أن يصبح ممكناً ويسيراً تحديد مواصفات أبنائنا الشكلية والنفسية، وذلك من خلال القفزات الهائلة التي تحصل في علم الوراثة

 فإلى أي حدٍّ قد يكون ذلك صحيحاً؟؟؟
وهل من السهل فعلاً التلاعب بالجينات الوراثية لدرجة تحديد مواصفات المولود القادم مهما كانت صفات والديه؟

كيف تتكاثر الخلايا؟

من المعروف بأن الكائنات وحيدة الخلية مثل البكتيريا، تتكاثر لا جنسيا ً، بواسطة ما يسمى الانقسام الخلوي (الانشطار الثنائي)، بحيث تصنع الخلية نسخةً مطابقةً لها تماماً، ثم تنفصل النسختان عن بعضهما، فينتج خليتان متطابقتان تماماً عن الخلية الأصلية

 ولكن عملية الانقسام لا تحدث دائماً بدون أخطاء، فمع وجود عددٍ هائل من المكونات التي يتوجب نسخها، فإنَّ احتمال الخطأ يصبح وارداً جداً،

 وبما أن |الحمض النووي |(DNA) هو الذي يحمل المعلومات الوراثية، فإن حدوث أي خطأ عند نسخه سيغير في بنيته.

ما هي الطفرات وكيف تحدث؟

يتألف الحمض النووي من سلسلةٍ طويلةٍ جداً من الأحماض الأمينية، وكل مجموعةٍ من هذه الأحماض يسمى جين (جينوم)، وكلُّ جينٍ مسؤولٌ عن إحدى صفات الكائن

 فإذا حدث تغييرٌ ما في ترتيب تلك الأحماض، ستنشأ صفةٌ جديدةٌ لدى الكائن الجديد لم تكن موجودةً لدى الأجيال السابقة، وهذا ما يُعرف بالطفرات، فالطفرات هي المسؤولة عن ظهور صفاتٍ جديدة ,قد تكون الطفرات مفيدةً أو ضارةً.

تؤدي الطفرات أحياناً إلى ظهور صفاتٍ سلبية، بمعنى أنها تجعل الكائن الحيَّ أكثر ضعفاً تجاه أحد العوامل المحيطة، وهذا ما يجعل الكائن يعجز عن الاستمرار في بيئته فيموت وينقرض 

أما إذا كانت الطفرات إيجابيةً، فهي ستجعل الكائن أكثر قدرةً على مواجهة البيئة المحيطة، فيزدهر ويتكاثر.

التكاثر الجنسي عند الثدييات:

يقوم التكاثر الجنسي عند الكائنات متعددة الخلايا على وجود معلوماتٍ وراثيةٍ مختلفة، نصفها يأتي من الأب (النطفة) والنصف الآخر من الأم (البويضة)

 وباتحاد تلك المعلومات مع بعضها تنشأ خليةٌ جديدةٌ تحمل صفات الوالدين (بويضة ملقّحة)، وبعد أن تنغرس البويضة الملقحة في جدار الرحم، فإنها تبدأ بالانقسام والتكاثر حتى تتحول إلى كائنٍ جديد.

إقرأ المزيد ...

بقلم سليمان أبو طافش