هل سيسمح لنا العلم بتحديد مواصفات أبنائنا؟ تصميم الصورة ريم أبو فخر |
ما هي الكروموزومات؟
ذكرنا بأن| المعلومات الوراثية| تتكون من شريطين من الأحماض الأمينية المرتبة وفق تسلسلٍ معين (DNA)
وكل مجموعةٍ من تلك الأحماض تسمى جين، وكل جينٍ مسؤولٌ عن صفةٍ معينةٍ من صفات الكائن، وتلتف سلسلة الـ DNA على بعضها وتنكمش ويتشكل في نهايتيها ما يسمى النهايات الطرفية ,وتجتمع تضمن ما يسمى "كروموزوم"
ويختلف عدد الكروموزومات من كائنٍ إلى آخر، فلدى البشر مثلاً 46 كروموزوم في كل خلية.
ما هو تمايز الخلايا؟
تحتوي البويضة الملقحة البشرية على 46 كروموزوم، نصفها من النطفة (الأب) ونصفها الآخر من البويضة (الأم)، وتحتوي هذه الكروموزومات على جميع المعلومات الوراثية التي تحمل جميع صفات الكائن الجديد
وعند تكاثر البويضة الملقحة، سينتج عنها مليارات الخلايا المتشابهة، وسيتوجب على تلك الخلايا أن تبدأ بالاختلاف عن بعضها، لكي تصنع كلُّ مجموعةٍ منها أنسجةً مختلفةً، لكي تصنع عضواً مختلفاً، وهذا ما يسمى بتمايز الخلايا.
تمايز الخلايا قد يترافق بظهور الطفرات:
تعتمد الخلايا أثناء تمايزها، على المعلومات الوراثية التي تحملها| البويضة الملقحة|، فتلك المعلومات كافيةٌ ووافية، لكي تضمن عملية التمايز وإنتاج كلِّ المواصفات التي سيحملها الكائن الجديد
ومع وجود مليارات الخلايا، التي تحمل بداخلها مليارات الكروموزومات، فمن السهل أن نتخيل سهولة حدوث خطأ ما أثناء إحدى مراحل النسخ والانقسام ذات العدد الهائل، ومن هنا يصبح من السهل ظهور| الطفرات|.
فهم الجينات يسمح بتغيير المواصفات:
استطاع الانسان في العقود الأخيرة، أن يفهم ويكتشف الكثير من أسرار الخلايا وآلية عملها، ومن ضمن ما اكتشفه، هو بعض الجينات المسؤولة عن بعض المواصفات
ومن الممكن اليوم أن نحدّد الجين المسؤول عن ظهور |مرضٍ وراثيٍ |محدد، وبالتالي إذا استطعنا انتزاع ذلك الجين من |الحمض النووي|، فمن الممكن أن نتخلص من ذلك المرض
وإذا استطعنا انتزاع الجين المسؤول عن لون العينين مثلاً واستبداله بآخر، فمن الممكن التحكم بلون العينين الذي نريده للمولود القادم.
بداية التلقيح الخارجي:
في سنة 1878استطاع أحد العلماء أن ينجح في تخصيب خلايا حيوانية مأخوذة من الأرانب على طبقٍ زجاجي
فاندمجت الخلايا وبدأت تتكاثر، ولكنها طبعاً لم تتحول إلى أرانب لأنها لم تحضَ بالبيئة المناسبة التي يوفرها رحم الأم
فالرحم يوفّر للجنين كل متطلبات الحياة من الماء والدفء والغذاء والأكسجين، ولذلك فقد نجح عالمٌ آخر بعد ثمانين سنةً، بدمج الخلايا على طبقٍ زجاجي، ثم زرعها في رحم الأم بعد أن تكاثرت قليلاً، فأنتجت الخلايا أرنباً كامل.
ظهور تقنية أطفال الأنابيب:
بعد ذلك تساءل العلماء عن إمكانية تطبيق| التلقيح الخارجي| على البشر، حتى استطاعوا سنة 1977 من النجاح في انتاج أول طفلٍ باستخدام التلقيح الخارجي
وذلك ما أُطلق عليه اسم| أطفال الأنابيب|، وقد أصبحت تلك التقنية مفيدةً جداً في كثيرٍ من الحالات التي لا تنجح فيها عملية التلقيح الطبيعي بإحداث الحمل
ومع أن ذلك لم يعجب الكثير من الناس، فإن| العلماء| لم يتوقفوا عند ذلك الحد.
بقلمي سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك