هل سيسمح لنا العلم بتحديد مواصفات أبنائنا؟ تصميم الصورة ريم أبو فخر |
استكمالاً للجزء السابق من مقالنا " هل سيسمح لنا العلم بتحديد مواصفات أبنائنا؟ " ...
هل لتقنية كريسبر سلبيات؟
لم تظهر حتى الآن أية أعراضٍ جانبية محتملةٍ لتقنية| كريسبر|، ما يدعو إلى التفاؤل أكثر بمستقبلٍ واعدٍ لهذه التقنية، تجعل التحكم بمواصفات الأبناء أمراً واقعياً في غضون سنواتٍ قليلة
ولكن هل ذلك جيدٌ دائماً، أم أن الكثير من السلبيات قد تظهر مع استخدام تلك التقنية لتلبية أطماع بعض الناس مثلما حدث لمختلف الاكتشافات والاختراعات العلمية عبر التاريخ؟
سيفٌ ذو حدين:
من المتوقع أن تسمح تقنية كريسبر بالتخلص من أمراضٍ كثيرة، وتحسين حياة ملايين البشر الذين لم يولدوا بعد، ولكن هذه التقنية لها بعض التداعيات الأخلاقية التي يجب مراعاتها جيداً كي لا تتحول إلى سلاحٍ يقضي على ملايين البشر بدل أن تساعدهم على تحسين حياتهم.
آفاق المستقبل:
قد يأتي يومٌ يذهب فيه الوالدان إلى عيادة الطبيب، فينظرا في مجموعةٍ من الصور، ويختارا منها مواصفات مولودهما القادم، مع ضمان خلوّه من مختلف| الأمراض الوراثية|، وتمتّعه بأفضل المواصفات الجسدية والذهنية والنفسية أيضاً
ومن الملفت أن تقنية كريسبر ليست مكلفة، وستصبح أرخص مع الوقت.
كيف سيتم الانجاب في المستقبل:
يتوقع الكثير من الناس بأن طريقة الانجاب الطبيعية التي نعرفها اليوم، لن تكون مرغوبةً أبداً في المستقبل، فهي تُعرّض الأمَّ والأبناء لمخاطر كثيرة، وخاصّةً الأبناء الذين قد يصابون بأمراضٍ كثيرةٍ غير متوقعة
والبديل المقترح للإنجاب الطبيعي هو تقنية أطفال الأنابيب الممزوجة بتقنية كريسبر، ولكن ذلك قد يلاقي الكثير من الاعتراضات.
التعديلات الوراثية ليست حديثة:
لعل أول الواقفين ضد التقنيات التي تتيح تغيير مواصفات البشر، هي الاعتبارات الدينية والأخلاقية، فهل يحق لنا التلاعب بمواصفات الأجيال القادمة؟
ولكن هل لعبة تغيير المواصفات الوراثية حديثةٌ أصلاً؟
لقد عرف البشر التعديلات الوراثية منذ آلاف السنين، وقبل أن يدركوا المعنى الحقيقي لما يفعلوه، فقد استخدم البشر منذ القدم عملية التزاوج بين أنواعٍ متشابهةٍ من الحيوانات للحصول على حيواناتٍ جديدةٍ بمواصفاتٍ أفضل
فالدجاج مثلاً لم يكن يضع الكثير من البيض قبل آلاف السنين، ولكن الدجاج الذي نعرفه اليوم هو نتيجة تزاوجٍ بين أنواعٍ مختلفة من الدجاج
وكذلك الموز الطبيعي مليءٌ بالبذور ولا يمكن أكله، ولكن الموز الذي نعرفه هو موزٌ معدّلٌ وراثياً.
العلم يعني مستقبلاً أفضل:
من المفترض أن يصنع لنا |العلم| مستقبلاً أفضل، فمن المفروض أن يعيش أبناؤنا لفترةٍ أطول، وألا يعانوا من مختلف الأمراض التي نعاني منها اليوم، وأن يتمتعوا بقدراتٍ ذهنيةٍ أفضل
وقد يكتسبون صفاتٍ يصعب تخيّلها، كالاستغناء عن الأكسجين مثلاً، والقدرة على العيش في الفضاء
وهنا يبقى أمامنا الإجابة عن سؤالٍ في غاية الأهمية: " إذا كنا نمتلك خيار أن يستمتع أبناؤنا بحياةٍ بلا أمراض، وبمواصفاتٍ أفضل، فهل سنختار ذلك؟
أم أننا سنرفض ذلك بناءً على معتقداتنا وتربيتنا؟
نترك للقارئ أن يجيبنا عن هذا السؤال أو أن ينشر المقال لكي تصل الفكرة إلى أكبر عددٍ ممكن.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك