هل سيسمح لنا العلم بتحديد مواصفات أبنائنا؟ تصميم الصورة ريم أبو فخر |
ما هو الفحص الجيني للجنين؟
بعد نجاح عملية| أطفال الأنابيب|، بدأ| العلماء| يفكرون بأشياء جديدة، مثل التنبؤ بمواصفات الطفل من خلال مراقبة جيناته الوراثية، فظهر ما يُعرف اليوم بعلم الفحص الجنيني للجنين
ولكن ذلك ليس أمراً سهلاً، بسبب عدد الجينات الهائل وضآلة حجمها، بالإضافة إلى تأثر الجينات ببعضها البعض
فقد تتدخل جينةٌ ما بعمل جينةٍ أخرى لإنتاج صفةٍ محددة، ولا يجب إغفال تأثير البيئة المحيطة على مواصفات المولود القادم.
هل الجينات وحدها تحدّد مواصفاتنا؟
تم إجراء بعض الدراسات على التوائم الحقيقية، التي تنتج عن بيضةٍ ملقحةٍ واحدة، وبما أن كلا التوأمين يحملان نفس المعلومات الوراثية، فمن المفروض أن يكونا نسختين متطابقتين في كل شيء، في مختلف مراحل حياتهما
ولكن الواقع يقول غير ذلك، وهنا يظهر تأثير البيئة الطبيعية المحيطة بكلٍّ منهما.
تأثير البيئة المحيطة على المواصفات:
في عام 2015، وبعد الكثير من الدراسات المطوّلة لعددٍ كبيرٍ من| التوائم |الحقيقة، استنتج العلماء بأن 50% من مواصفات الشخص تأتي من البيئة المحيطة
فمثلاً يمكن استناداً إلى| المعلومات الوراثية| معرفة طول الشخص البالغ، ولكن الغذاء يلعب دوراً هاماً في بلوغ ذلك الطول أو حتى تجاوزه
ففي عام 1990 أصابت مجاعةٌ كوريا الشمالية، فظهر جيلٌ كاملٌ من الأبناء قصار القامة، وهذا يعني بأن الجينات على أهميتها ليست كل شيء.
التطوّر التقني يعد بالكثير:
مع أن تحديد الجينات المسؤولة عن كل |صفةٍ وراثية| أمرٌ في غاية الصعوبة، إلا أن العلم قد قطع أشواطاً بعيدةً في هذا المجال
فقد أمكن تحديد الكثير من الجينات المسؤولة عن بعض| الأمراض الوراثية|، ومع التطور الكبير الحاصل في مجال |الذكاء الاصطناعي|
فإن تقدم مختلف العلوم أصبح أسرع بكثير، فعند تلقين المعلومات اللازمة والكافية للحاسوب، فإنه يستطيع بسرعة ٍالوصول إلى تحديد الجينات المطلوبة.
الهندسة الوراثية:
منذ سنة 1960 بدأ البشر باستخدام ما يسمى| الهندسة الجينية|، فكان ممكناً إحداث بعض التغييرات الجينية باستخدام الأشعة، ولكن تلك التغييرات لم تكن خاضعةً لأية معرفة، ولا يمكن التحكم بها
وفي سنة 1987 اكتشف العلماء وجود بروتينات معينة في بعض أنواع البكتيريا التي تستخدم تلك البروتينات لمحاربة |الفايروسات|، وقد سميت تلك البروتينات باسم "كريسبر".
ما هي تقنية كريسبر؟
تقوم بروتينات "كريسبر" بالتعرّف على الجزء التابع للفايروس من الحمض النووي فتتخلص منه، فظهرت فيما بعد تقنية جديدة سميت تقنية "كريسبر"
تقوم على برمجة البروتينات لتحديد الجينات التي نريد من هذه البروتينات انتزاعها من| الحمض النووي|، فأصبح ممكناً منذ سنة 2012 انتقاء الجينات المطلوبة وتوجيه البروتينات إليها لكي تتخلص منها.
إنجازات تقنية كريسبر:
في سنة 2018 تم اكتشاف طريقةٍ سمحت بتعديل حوالي 3000 جينة مسؤولة عما يسمى تدمير العضلات، وفي سنة 2019 أمكن علاج أحد أنواع فقر الدم الوراثي باستخدام تقنية كريسبر
ولا زالت عمليات البحث قائمةً لمعرفة عمل كل جينةٍ لدينا
ولكن هل تغيير الجينات آمن؟
أم من الممكن ان تظهر له أعراضٌ جانبيةٌ لا تُحمد عقباها في المستقبل؟
بقلمي سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك