كيف أنقذ "ألن مولالي" شركة فورد من الإفلاس؟ تصميم الصورة ريم أبو فخر |
بعد النجاح الكبير الذي أنجزه مولالي بإنقاذ |شركة بوينج| من الإفلاس، أراد أن يضيف إلى سجله نجاحاً جديداً، وطمح إلى ارتباط اسمه بعمليات إنقاذ الشركات الكبرى، فوجد في فورد فرصةً سانحة، ولكنه لم يرغب بتفويت فرصته في تحقيق المكاسب المادية أيضاً.
المغريات التي قدمتها فورد لألن مولالي:
لم تكن رغبة "مولالي" بإنقاذ |شركة فورد |من الإفلاس هي دافعه الوحيد للانتقال إليها، بل كان يبحث أيضاً عن المزيد من| الشهرة|، ولكن المغريات المالية التي قدمتها له شركة فورد كانت هي العامل الحاسم في اتخاذه لقراره
فقد عرضت عليه فورد راتباً سنوياً قدره مليوني دولار، بالإضافة إلى مكافأة لمجرّد توقيع العقد قدرها سبعة ملاين دولار ونصف، وتعهدت فورد بدفع الشرط الجزائي لشركة بوينج، ومنحته أسهماً بقيمة ثمانيةٍ وعشرين مليون دولار، عدا عن استئجار منزلٍ فخم وطائرةٍ خاصة به.
اكتشاف الداء نصف الدواء:
عندما تولّى "مولالي" مهامه الجديدة في |شركة فورد|، ألقى نظرةً فاحصةً من داخل الشركة على واقعها، فرأت عينه الخبيرة بأن نظام الشركة كلّه عقيم، وبأن العمّال محبطين، وخائفين من مستقبلهم المجهول
كما رأى أن بعض أعضاء مجلس الإدارة لا يكترثون لواقع الشركة ومستقبلها، ووجد انعداماً كاملاً لأي منتجٍ جديدٍ في الشركة منذ ثلاثين سنة.
مشاكل وأعباء أخرى تعاني منها شركة فورد:
إضافةً للمشاكل التي اكتشفها "مولالي" في شركة فورد، فقد اكتشف أيضاً بأنها تعاني شكلاً خطيرة من الفرقة، فكل قسمٍ فيها يعمل بشكلٍ منفرد، ويهتم بنجاحة الفردي دون أي اكتراثٍ ببقية الأقسام أو الشركة ككل
كما وجد أن شركة فورد تمتلك الكثير من |العلامات التجارية| التي لا تستفيد منها في شيء.
خطواتٌ ذكيةٌ وضرورية افتقرت إليها شركة فورد:
استغرب "مولالي" كثيراً من عدم وجود| سياراتٍ| منافسةٍ في مستودعات شركة فورد، فمن الطبيعي أن تقوم أية شركةٍ باقتناء بعض منتجات الشركات المنافسة لدراستها وفهم ميزاتها
فأرسل مندوب المبيعات لشراء أكبر عددٍ ممكن من سيارات الشركات المنافسة، وطلب من كافة المدراء ورؤساء الأقسام أن يستخدموا تلك السيارات في تنقلاتهم بدل سيارات فورد.
تغيراتٌ جذريةٌ مثمرة:
أجرى "مولالي" الكثير من التغييرات والتعديلات في نظام عمل شركة فورد
فألغى جميع اجتماعات الأقسام، واستبدلها باجتماعٍ أسبوعي واحدٍ يضم جميع رؤساء أقسام الشركة، ولكن رؤساء الأقسام لم يستطيعوا الإجابة عن جميع تساؤلات "مولالي" في الاجتماع الأول، لأنهم كانوا يعتمدون على الكثير من المساعدين
ولم تكن لديهم المعلومات الكافية عن جميع تفاصيل أقسامهم، فلوّح لهم فورد بضرورة تغيير أساليبهم إذا لم يرغبوا بالطرد من الشركة.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك