كيف أنقذ "ألن مولالي" شركة فورد من الإفلاس؟ تصميم الصورة ريم أبو فخر |
رأى بيل فورد بأن لديه الحق والإمكانات التي تؤهله ليقود شركة أبيه وجدّه، فأراد أن يكون رئيساً للشركة ومديرها التنفيذي لكي يكون كلٌّ شيءٍ بين يديه.
طموحات مشروعة:
أصبح "بيل فورد" رئيساً للشركة منذ عام 1999، ولكنّه لم يكن مكتفياً بهذا المنصب، بل أراد أن يكون المدير التنفيذي لها أيضاً
ولكن مجلس إدارة الشركة رأى بأنه لا يمتلك الخبرة الكافية لذلك بسبب صغر سنه، فأبقوه في منصب رئيس الشركة وعيّنوا شخصاً آخر أكثر خبرةً ليكون مديراً تنفيذياً
وقد تعاقب على هذا المنصب عدة أشخاصٍ بين عامي 1999 و2001 ولكن الشركة لم تحقق إلّا المزيد من الخسائر.
مواجهة الواقع والاعتراف بالخطأ:
بعد استمرار الشركة في الخسارة رغم تبديل أكثر من مديرٍ تنفيذي من ذوي الخبرة والكفاءة، وافق مجلس الإدارة على تسليم منصب المدير التنفيذي لبيل فورد، فتولّى هذا المنصب بين عامي 2001 و2003
ولكن واقع الشركة لم يتغير، فأيقن "بيل" بأنه ليس الشخص المناسب لهذا المنصب، واقتنع بضرورة إحداث تغييرٍ جذري في الشركة قبل أن تصل إلى حدود الإفلاس.
فورد ترى في "غصن" منقذاً لها:
بعد الكثير من التفكير والدراسة للكثير من الأسماء المقترحة، وجدت إدارة |شركة فورد| أن أنسب شخصٍ لمهمة المدير التنفيذي هو اللبناني "كارلوس غصن"، فقد أثبت جدارته عندما حقق نجاحاتٍ كبيرةً مع| شركة نيسان| اليابانية
ولكن التفاوض معه لم يصل إلى نتيجة لأنه وافق على الانضمام إلى شركة فورد إذا أصبح هو المدير التنفيذي ورئيس الشركة في نفس الوقت، وهذا ما رفضه "بيل فورد".
أنظار فورد تتجه إلى شركة "بيونج":
بعد فشل المفاوضات مع "كارلوس غصن" عادت شركة فورد للبحث عن شخصٍ يستطيع إنقاذها من الإفلاس، ولكنها لم تصل إلى أي اتفاقٍ مع جميع الأسماء المقترحة التي كانت تشغل مناصب هامةً في شركاتٍ أخرى
وأثبتت جدارتها فيها، وهنا توجّهت انظار شركة فورد إلى "ألن مولالي" وقد كان نائب |المدير التنفيذي| في| شركة بوينج| الشهيرة لصناعة |الطائرات|.
طموحات ألن مولالي وأهدافه:
سبق لألن مولالي أن أنقذ شركة بوينج من الإفلاس، فتوسّمت شركة فورد به خيراً، لعلَّ خبرته الإدارية تنقذ شركة فورد أيضاً، وحتى أن "بيل فورد" تحمّس له كثيراً، فأراد ان يتفاوض معه بنفسه
وبالفعل اتصل به ثم التقيا معاً، ووجدا تناغماً كثيراً بين أفكارهما، وكان "مولالي" متحمّساً للعمل مع شركة فورد، فقد أراد أن يكون الشخص الذي أنقذ شركتين من أهم رموز الصناعة الأمريكية هما بوينج وفورد.
ألن مولالي يصبح مديراً تنفيذياً شركة فورد:
بعد أن تمّ الاتفاق بين شركة فورد و"ألن مولالي"، كانت المشكلة التي تواجه "مولالي" هي كيفية الخروج من شركة بوينج
ولكنه واجه رئيس شركة فورد برغبته في الانتقال إلى شركة فورد بهدف إنقاذها
وبعد عدة اشهرٍ من الجذب والشد، انتقل "ألن" إلى شركة فورد تاركاً شركة بوينج لمصيرها المجهول، فقد أصبحت الآن من الشركات المهددة بالإفلاس.
بقلم سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك