حكاية "جاك ما " مع "علي بابا " ولصوص الأفكار تصميم الصورة ريم أبو فخر |
لنتابع معاً ..
حربٌ جديدةٌ تقرع طبولها:
في عام 2002 كان "جاك" يعيش أفضل مراحل نجاحاته، ولكن عملاق المزايدات العالمية شركة "ebay"، المتحكّمة ب 147 مليون مستخدم حول العالم، قرّرت دخول السوق الصينية، وهذا ما أصبح الكابوس المرعب لجاك ما
فسرعان ما سيطرت على 90% من السوق الصينية، وهذا يعني بأن جاك سيخسر جميع عملائه بعد وقتٍ قصير.
مواجهة الواقع أمرٌ لا بد منه:
لم يستطع "جاك ما" أن يرى أحلامه تتداعي، فجمع بعض موظفيه وكلّفهم بمهمةٍ سرية، بأن يقدّموا استقالاتهم من شركة علي بابا، ويجتمعوا في الشقة الصغيرة التي انطلقت منها الشركة، دون أن يعرف أحدٌ بذلك
وهناك سيقومون بإنشاء موقعٍ جديدٍ اسمه "تاو باو" أي "البحث عن الكنوز"، وبأن ذلك الموقع سيقوم بنفس العمل الذي تقوم به شركة "إي باي".
الثقة العمياء تصنع المستقبل:
وافق الموظفون على خطة "جاك" بسبب ثقتهم الكبيرة به، وأطلقوا موقع "تاو باو" بعد أسابيع قليلة، ولكنّه لم يحقق أية نتائج
فطلب جاك من موظفيه أن يشتروا كل ما يُعرض على موقعهم الجديد، وأن يعفوا البائعين من دفع أية رسومٍ لمدة ثلاث سنوات
وعندما فعلوا ذلك، فرح البائعون بما حققوه، فبدأوا يتحدثون عن ذلك| الموقع|، وعن المبيعات السريعة التي يحققها
وفجأةً أصبح ذلك الموقع حديث الصحف فانطلق نحو النجاح بسرعة.
جاك ما يربح الحرب:
بعد الحيلة المبتكرة التي استخدمها "جاك ما" باستخدام موقع "تاو باو"، لم تستطع شركة "إي باي" منافسته، فانخفضت حصتها من السوق الصينية إلى 7% فقط
بينما عادت شركة| علي بابا| تستحوذ على أكثر من 70% منه
وهنا تجدر الإشارة إلى أهم ما فعله "جاك" في حربه ضد شركة "|إي باي|" العالمية.
أسلحة "جاك ما" السرية:
رفع "جاك ما" جميع الرسوم التي تفرضها شركة "إي باي" عن البائعين، ولكن هذا لم يكن السبب الوحيد لنجاحه، فتصميم موقع "تاو باو" كان منسجماً تماماً مع الثقافة الصينية من حيث الألوان والأشكال
وبما أن مخدّمات شركة "إي باي" كانت خارج |الصين|، فإن موقعها كان بطيئاً مقارنةً بموقع "تاو باو"، وكذلك اعتمد "جاك" على جهل معظم الصينين بالإنترنت وتطبيقاتها
فوضع إعلاناته ضمن المسلسلات الصينية الأكثر مشاهدةً، بينما اعتمدت "إي باي" على الإعلان عبر |الانترنت| فقط.
إضافةً لكل ما سبق، فقد ابتكر "جاك ما" نظاماً للدفع الالكتروني الفوري، ما سهّل إجراءات الدفع بين العملاء، وهذا لم يكن متوفراً لدى شركة "إي باي"
كما أنشأ "جاك" لجنةً متخصصةً بفض النزاعات بين العملاء
وهذا اكسبه المزيد من الثقة بين| العملاء|، ومع تدخل شركة "ياهو" باستثمارها مليار دولار في شركة علي بابا، لم يعد بمقدور "إي باي" الاستمرار بالمنافسة، فانسحبت من| الصين| سنة 2006.
هذه كانت |قصة نجاح |موظفٍ بسيطٍ أصبح بأفكاره وأخلاقه وعلاقاته أحد أشهر |رجال الأعمال| وأثراهم
فهل أعجبتك حكايته؟
ننتظر ردك.
سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك