كيف أنقذ "ألن مولالي" شركة فورد من الإفلاس؟ تصميم الصورة ريم أبو فخر |
وفي بعض الحالات يتوقف مصير شركةٍ ما على شخصٍ واحد، أو على قرارٍ واحد
وقد تكون خطوةٌ واحدةٌ هي ما تفصل بين نجاح الشركة وفشلها، أو بين استمرارها وانهيارها
ولكن كيف يمكن لشخصٍ واحدٍ أن يشكّل فرقاً كبيراً في مسيرة شركةٍ عملاقةٍ ذات ماضٍ عريقٍ مثل شركة| فورد|؟
لمحةٌ تاريخيةٌ موجزة:
تعتبر شركة فورد الأمريكية لصناعة| السيارات |من أقدم الشركات في العالم ضمن هذا المجال
فقد نشأت منذ أكثر من مئةٍ وعشرين سنةً، وقد كان لها فضلٌ كبيرٌ في انتشار صناعة السيارات وانخفاض أسعارها، فأصبحت في متناول شريحةٍ واسعةٍ من الناس بعد أن كانت حكراً على علية القوم
وقد عانت كثيراً خلال مسيرتها ولكنها لا زالت مستمرةً حتى الآن.
مشاكل وإنجازات شركة فورد:
عاصرت شركة فورد الحربين العالميتين، ومرّت ببعض فترات الركود، ولكنها استطاعت تحقيق الكثير من الإنجازات
غير أنها عانت طويلاً من نفس المشكلة، فقد تميّزت بأنها بعد كلِّ إنجازٍ تصنعه، تمرُّ بمرحلةٍ من الركو
حيث تعيش على أمجاد ذلك الإنجاز إلى أن يصل منافسوها إلى ما وصلت إليه، وقبل أن يتمكنوا من سبقها كانت تنهض وتصنع شيئاً جديداً لتعود إلى موقعها المتقدم.
مسيرة سلسة لمدة قرنٍ من الزمن:
سارت شركة فورد على نفس الخطى والخطط التي وضعها مؤسسها "|هنري فورد|" تقريباً إلى ما يقرب من مئة سنة
وقد بلغت أفضل حالاتها في العقد الأخير من القرن العشرين، فقد كانت مبيعاتها هي الأعلى بين منافسيها، وكانت أسعار |النفط |معقولةً جداً، وحتى أن الاقتصاد الأمريكي كان في أفضل أوقاته، ولكن العام 1997 كان يخبئ لشركة فورد بعض المفاجآت.
بداية مشاكل شركة فورد:
منذ مطلع عام 1997، بدأت الشركات الآسيوية وخاصةً اليابانية، تقيم مصانعاً لها في الأراضي الأمريكية لتوفير مصاريف التصدير، فطرحت سياراتها بمواصفاتٍ منافسةٍ للسيارات الأمريكية وبأسعارٍ أقل
كما بدأت أسعار النفط ترتفع، وبدأ| الاقتصاد| الأمريكي يتضعضع بسبب أزمة شركات التكنولوجيا المعروفة باسم أزمة الدوت كوم.
فضيحة انفجار الإطارات:
في نهايات التسعينيات من القرن الماضي، عانت شركة فورد من مشكلة غير مسبوقة، حيث كانت| إطارات سيارات| فورد إكسبلورر تنفجر فجأةً
فقام الكونغرس باستدعاء المديرين التنفيذيين لشركة فورد وشركة "فاير ستون" المصنّعة للإطارات، إلى جلسة استماعٍ أضرّت كثيراً بسمعة الشركتين، وخلقت أزمةً حقيقيةً لشركة فورد
حيث أثّرت تلك الفضيحة كثيراً على حجم مبيعاتها.
مرحلة الخسائر والانحدار:
كادت تلك الأزمة أن تدمّر شركة فورد، فبعد أن وصلت أرباحها في عام 1999 إلى 7.2 مليار دولار، انخفضت سنة 2000 إلى 3.4 مليار دولار
وفي سنة 2001 سجّلت خسائر مقدارها 5.4 مليار دولار، ثم تتالت خسائرها في السنوات التالية، وقد تزامنت هذه الفترة مع الفترة التي أصبح فيها "بيل فورد" رئيساً للشركة، وهو حفيد المؤسس "هنري فورد".
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك