كيف انتفضت شركة رولز رويس بعد إفلاسها؟ تصميم الصورة ريم أبو فخر |
ظهور الطائرات العملاقة:
في إحدى محاولات شركات صناعة الطائرات لتقليل سعر التذاكر، بدأت بتصميم وتصنيع طائراتٍ بحجومٍ أكبر، وبسرعاتٍ أعلى، وتستطيع الوصول لمسافاتٍ أبعد
ومن أبرز الشركات التي نهجت هذا المنحى كانت الشركات الأمريكية، وفي مقدمتها شركات |بوينغ|، وماكدونال دوغلاس، ولوكهيد مارتن
ومن الجدير بالذكر أن تلك الشركات كانت تصمم وتصنع الطائرات باستثناء المحركات، لأن صناعة المحركات معقدةٌ جداّ.
أشهر شركات صناعة لمحركات:
كانت شركات صناعة الطائرات تستعين بشركاتٍ أخرى متخصصة في صناعة| المحركات|، ومن أشهر تلك الشركات، كانت شركة جنرال إلكتريك، وشركة براتون ويتني الأمريكيتين
أما في| بريطانيا |فقد برزت شركة |رولز رويس|، وكانت تلك الشركات تتنافس فيما بيتها للحصول على أفضل العقود مع شركات صناعة الطائرات.
المحرك المعجزة!
عندما فشلت شركة رولز رويس بتلبية طلب شركة بوينغ بخصوص محركٍ خاصٍّ بطائرتها العملاقة بوينغ 747، أصرّت على الاستمرار في هذا العمل حتى صمّمت في ستينيات القرن العشرين محركاً مميزاً
فكان يتمتع بقدرته العالية، وبوزنه الخفيف لأنه استخدم مادة الكربون فايبر في صناعة الشفرات، وبكونه يستطيع توفير الوقود، وبالتالي توفير المال، ويمدُّ الطائرة بقوة دفعٍ كبيرة.
وقائعٌ تنبئ بمستقبلٍ جيد:
بالتزامن مع عمل رولز رويس على محركها الجديد، بدأت دول أوروبا تتعاون مع بعضها على انتاج| طائرة إيرباص |العملاقة، ومن الطبيعي أن تلك الطائرة بحاجةٍ إلى محرّكٍ مميز
ومن الطبيعي أن تكون شركة رولز رويس هي المرشّح الأول لتصنيع ذلك المحرّك، فبريطانيا من مؤسسي تلك الفكرة
ولكن ذلك يعني أن الشركة كانت بحاجةٍ إلى أموالٍ طائلةٍ لإنتاج ذلك المحرّك، إلى جانب المحرّك السابق الذي بدأت فعلاً بالعمل على صنعه.
اتفاقات وآفاقٌ جديدة:
في عام 1968، احتدمت المنافسة بين شركات صناعة الطائرات الأمريكية فأنتجت شركة لوكهيد طائرتها العملاقة "ترايستار"
وأنتجت شركة ماكدونال دوغلاس طائرة "دي سي 10"
أما شركة بوينغ فكانت قد صنعت طائرة بوينغ 747، وكل طائرةٍ من تلك الطائرات كانت بحاجةٍ إلى عددٍ من المحركات الجبارة
فاتفقت شركة رولز رويس على تزويد شركة لوكهيد بمئةٍ وخمسين محرك، وذلك قبل خريف سنة 1971.
مفاجآتٌ ليست بالحسبان:
وافقت شركة رولز رويس على تحديد سعرٍ ثابتٍ لأول ستمئة محركٍ ستقدمها لشركة لوكهيد
وبدأت بالعمل على انتاج المحركات المتفق عليها مع شركة لوكهيد، ولكن الكثير من المفاجآت حدثت خلال عدة أشهرٍ فقط
فقد اكتشفت شركة رولز رويس أن تصنيع المحرّك يحتاج إلى آلاتٍ لا تتوفر لديها، فاشتكت أنه لا يتطابق مع المواصفات الموضوعة في التصميم، فوزنه أكبر من المخطط له، وقوته أقلُّ مما يجب، أما استهلاكه للوقود فهو أكثر من المتوقع.
بقلم سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك