حكاية "جاك ما " مع "علي بابا " ولصوص الأفكار تصميم الصورة ريم أبو فخر |
وعندما علمت به وزارة السياحة الصينية، عيّنت له مرشداً سياحياً خاصاً، فكان "جاك ما" هو ذلك المرشد
ولمن لا يعرف "جاك ما" فهو اليوم أحد أثرياء العالم وصاحب شركة "علي بابا" الشهيرة
فما هي حكاية هذا الموظف البسيط الذي أصبح أحد أسياد المال في العالم؟
لنكتشف ذلك معاً.
مرحلة الطفولة المبكرة:
نشأ "جاك ما" كطفلٍ صيني مضطهد، فقد كان جسده الصغير يعرّضه للتنّمر والضرب من أقرانه، ولم يكن ناجحاً في دراسته، بل كان شغوفاً بقراءة القصص والروايات
وكان حلمه أن يُتقن اللغة الإنكليزية، فقد آمن بأن اتقان اللغة الإنكليزية سيفتح له أبواب النجاح في المستقبل، ولكنّه لم يجد وسيلةً لتعلم |اللغة الإنكليزية |إلا عن طريق المذياع
ولكن الحظ أسعفه بعد زيارة الرئيس الأمريكي "نيكسون" إلى الصين وفتح العلاقات بين البلدين.
عمل جاك ما كمرشدٍ سياحي:
فتحت الصين أبوابها للسيّاح الأجانب بعد زيارة "نيكسون"، فوجد "جاك" فرصةً لتعلم اللغة الإنكليزية عبر احتكاكه المباشر بالسّياح وتحدّثه إليهم، ثم أصبح يعمل معهم كمرشدٍ سياحيٍّ مقابل إعطائهم له بعض الدروس في اللغة الإنكليزي
وقد حصل على اسم "جاك ما" من قبل إحدى السائحات التي لم تستطع لفظ اسمه الحقيقي.
حروب "جاك" مع الفشل:
بعد فشل "جاك" دراسياً ترك المدرسة، وحاول دخول سوق العمل، ولكنه انتقل من فشلٍ إلى آخر، حتى استطاع أخيراً أن يعمل في خدمة توصيل المجلّات على درّاجته الهوائية
وقد استمرّ في ذلك العمل لبعض الوقت، ولكن حبّه لقراءة الروايات جعله يقرأ روايةً عن شخصٍ يشبهه في معاناته وكفاحه، فاستلهم منه إصراره على النجاح، وقرّر العودة إلى المدرسة
وبعد عدة محاولاتٍ فاشلة استطاع النجاح في الثانوية العامة، ودخل قسم اللغة الإنكليزية في أحد المعاهد.
انطلاقة نشطة:
أظهر "جاك" تفوقاً ملفتاً في ذلك المعهد الذي وظّفه بعد تخرّجه كمدرسٍ لديه، فاستمر "جاك" في ذلك العمل لمدة خمس سنواتٍ لقاء اثني عشر دولاراً شهرياً
ولكنّه كان يُعطي دروساً خاصةً في اللغة الإنكليزية لبعض رجال الأعمال والموظفين الحكوميين الذين يحتاجون إلى السفر خارج الصين
وهذا ما دفعه في سنة 1994 إلى ترك مهنة التدريس وفتح شركةٍ خاصةٍ بالترجمة، وسرعان ما أصبح مشهوراً كمترجمٍ في مدينة "هانزو".
الصداقات القديمة تساعد كثيراً:
أصبحت بعض المؤسسات الحكومية تتعامل معه كمترجم، وقد ساعده على ذلك معرفته المسبقة برجال الأعمال والموظفين الذين أعطاهم دروساً في اللغة الإنكليزية، فتوسّعت علاقاته وازدهرت أعماله
إلى أن وقع خلافٌ بين بلديّة "هانزو" وأحد المستثمرين الأمريكيين إثر تأخّره في تنفيذ أحد المشاريع المتفق عليها، فاحتاجت البلدية إلى "جاك" كمترجمٍ للتواصل مع ذلك المستثمر.
زيارة صديقٍ قديمٍ تغير حياة "جاك ما":
تطوّر دور "جاك" في المحادثات بين البلدية والمستثمر الأمريكي، فأصبح الوسيط الرسمي بينهما، ولذلك فقد سافر إلى| الولايات المتحدة|، ودخل مع المستثمر في حواراتٍ طويلةٍ وشاقة
وما أن أنهى عمله مع المستثمر حتى انتقل إلى مدينة سياتل لزيارة أحد أصدقائه، فتعرّف هناك على جهاز الحاسوب الشخصي، كما تعرّف على الإنترنت لأول مرة، فوجود الحاسب والانترنت في| الصين |كان وقتها ضعيفاً جداً.
سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك