حكاية "جاك ما " مع "علي بابا " ولصوص الأفكار تصميم الصورة ريم أبو فخر |
لنتابع معاً ..
الوسيلة السحرية للإعلانات:
بعد أن أرشده صديقه إلى خطوات البحث عبر |الإنترنت|، قام "جاك" ببعض عمليات البحث باللغة الإنكليزية، فأبهرته النتائج التي وصل إليها
ولكنه صُدم عندما حاول البحث باللغة الصينية ولم يجد شيئاً..
وهنا أرشده صديقه إلى إمكانية إنشاء صفحةٍ على الإنترنت كإعلانٍ عن شركته
وبالفعل تعاون الصديقان فأنشأا الصفحة، وبعد عدة ساعاتٍ فقط بدأت تصله المكالمات التي تطلب خدماته.
أولى خطوات النجاح:
انبهر "جاك" من القدرات العجيبة التي تمتلكها |شبكة الإنترنت|، وشعر بأنه سيحصل على فرصةٍ ذهبيةٍ باستخدام هذه الوسيلة السحرية، وبعد تفكيرٍ طويل، قرّر أن يُنشئ دليلاً للشركات الصينية
بحيث تستطيع كل شركةٍ أن تعلن عن نفسها وعن خدماتها عبر الإنترنت، من خلال صفحةٍ سينشئها بنفسه.
عندما يبتسم الحظ:
لم تلاقِ فكرة "جاك" ترحيباً بين الصينيين، فهم أصلاً لا يعرفون الكثير عن الإنترنت، وقد اتهمه بعضهم بالنصب والاحتيال
ولكنه استطاع اقناع أحد الفنادق بالإعلان عن نفسه عبر صفحته
ومرةً أخرى يسعفه الحظ، فينعقد مؤتمرٌ كبيرٌ في مدينه "هانزو"، ويصل الكثير من الأجانب إلى المدينة، وعند بحثهم عبر الإنترنت عن فندقٍ يقيمون فيه، لم يجدوا سوى الفندق المعلن في صفحة "جاك ما".
سرقة أفكار "جاك ما":
مع امتلاء الفندق بالزبائن الأجانب، أدرك رجال الأعمال الصينين أهمية فكرة "جاك"، فكثر المنافسون له، ومع امتلاكهم للكثير من الأموال، استطاعوا إقصاء "جاك" عن ساحة المنافسة
فبدأ يبحث عن فكرة مشروعٍ جديد، وسرعان ما توصّل إلى فكرةٍ جديدة
وعندما احتاج إلى الموظفين لإطلاق مشروعه الجديد، لم يجد صعوبةً في استعادة موظّفيه القدامى الذين أحبوا العمل معه رغم إدراكهم بأن أجورهم لن تكون كما يرغبون في البداية، ولكنهم آمنوا بقدرة "جاك" على تعويضهم عن ذلك بسرعة.
إطلاق المشروع الجديد:
اجتمع سبعة عشر موظفاً في شقةٍ صغيرة، بدأت منها |شركة |"جاك ما" الجديدة، ليستمعوا إلى خطاب "جاك" المصوّر، وكانت خطة "جاك" أن تصبح شركته عالميةً وأن تنافس كبرى الشركات الأمريكية
ولكنه لم يمتلك أية أموالٍ للبدء بالعمل، فعرض على الموظفين أن يجمعوا كل ما لديهم لكي يكونوا شركاء في الشركة، فوافق الموظفون وتمكنّوا من جمع ستين ألف دولار.
ظهور شركة علي بابا السرية:
لم يكن المبلغ المجموع كبيراً، ولكنه كان كافياً للانطلاق، وبعد أن نال "جاك" صدمةً حين خسر مشروعه السابق بسبب المنافسين، فقد طلب من جميع الموظفين أن يتكتّموا على شركتهم ويُبقوا عملهم طي السريّة
أمّا عن اسم الشركة، فقد كان جاهزاً في مخيّلته منذ زمنٍ بعيد، وقد أخذه من الروايات التي قرأها في الماضي، وهو اسم "علي بابا"، وذلك لأن هذا الاسم كان معروفاً جداً بين الناس في مختلف أنحاء العالم.
كسب الإعلان المجاني وتمويل المستثمرين:
بدأت |الصحف |المحلية تتحدث عن الشركة السرّية الجديدة وما تخبّئه، بعد أن قام "جاك" بتسريب بعض| الأخبار| الغامضة عن شركته بهدف إثارة الناس وتشويقهم لما سيقدمه لهم
وما أن أعلن "جاك" عن شركته وعملها حتى عادت الصحف إلى الكتابة عنها، فحصل "جاك" بذلك على |دعايةٍ| مجانيةٍ لشركته، وسرعان ما تشجّع المستثمرون المحليون على مشاركته.
شركة علي بابا تصل إلى المستثمرين المحليين والأمريكيين:
وصل خبر شركة "جاك ما" إلى أحد أكبر بنوك| الولايات المتحدة|، فاستثمر معه خمسة ملاين دولار، كما جذبت اهتمام "ماسا يوشي سن" مؤسس شركة "سوفت بنك"، الذي التقى مع "جاك ما" وأُعجب بأفكاره، فاستثمر معه عشرين مليون دولار
ومع بداية عام 2000، حدثت المشكلة الاقتصادية المعروفة بفقاعة |دوت كوم|، فبدأت الشركات الأمريكية العاملة في مجال الإنترنت بالانهيار.
سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك