كيف أنقذ "ألن مولالي" شركة فورد من الإفلاس؟ تصميم الصورة ريم أبو فخر |
في أول اجتماعٍ لرؤساء أقسام الشركة، أحضر كلُّ رئيس قسمٍ معه بعض مساعديه، ولكن مولالي لم يسمح بالحديث إلا لرؤساء الأقسام، فتعرّضوا للإحراج، ولكن الاجتماعات الأخرى شهدت تغييراتٍ كثيرة.
الاتحاد قوة والفرقة ضعف:
استطاع "مولالي" أن يدفع رؤساء الأقسام إلى المزيد من الاهتمام بمعرفة جميع التفاصيل الدقيقة حول أقسامهم، كما أصبح كلُّ قسمٍ مطّلعاً على مشاكل الأقسام الأخرى
فبدأت الأقسام تتعاون في حلِّ المشاكل، واجتماعاً بعد الآخر استطاعت |الشركة| أن تحلَّ معظم مشاكلها خلال أشهرٍ فقط
فكان نجاح مولالي الأول هو بأن جعل| شركة فورد| يداً واحدةً في مواجهة المشاكل والبحث عن الحلول.
تحسين مواصفات السيارات أمرٌ ضروري:
في خطوته التالية نحو إنقاذ شركة فورد، قرّر "مولالي" التخلص من جميع |العلامات التجارية| التي تمتلكها فورد
فباع علامة "فولفو" إلى شركة "جيلي" الصينية، وأقفل سبعة عشر مصنعاً من مصانع الشركة لم تكن لها الفائدة الكبيرة ،فتخلّص بذلك من العمالة الزائدة
ثم سعى للحصول على قرضٍ قيمته ثمانٍ وعشرون مليون دولار لتحسين مواصفات| سيارات فورد|.
بداية عودة فورد إلى برِّ الأمان:
في السنة التي تولّى فيها "مولالي" مهامه، وصلت خسائر شركة فورد إلى سبعة عشر مليار دولار، ولكن تلك الخسائر انخفضت في السنة التالية إلى 2.7 مليار دولار
غير ان تلك الخسائر عادت لترتفع في السنة التالية وهي سنة 2008 لتصل إلى أربعة عشر مليار دولار، ولكن ذلك كان بسبب |الأزمة المالية| التي عانت منها| الولايات المتحدة| كلها، ولم تكن إدارة مولالي مسؤولةً عنها.
فورد تجني الأرباح لأول مرّةٍ منذ سنوات:
في سنة 2009 عادت فورد لجني الأرباح، فحقّقت ربحاً قدره 2.7 مليار دولار، واستمرّت الأرباح بالارتفاع في السنوات التالية، ورغم أن الزيادة في الأرباح لم تكن دائماً متصاعدة، إلا أن الشركة لم تعرف الخسارة منذ ذلك الوقت حتى الآن
وترافق كلُّ ذلك مع ارتفاعٍ ملحوظٍ في أسعار أسهمها، فقد ارتفع سعر السهم من دولارٍ واحدٍ إلى سبعة عشر دولار.
مولالي يقرّر التقاعد:
في عام 2013، أصبح عمر مولالي ثمانيةً وستين عاماً، فرأى بأنه أدّى مهامه على أكمل وجه، وبأنه نجح في إنقاذها من الإفلاس وكتب اسمه بحروفٍ من ذهب في سجّل الشركات العملاقة، وأصبح عليه الرحيل
فتقاعد من شركة فورد مع ثروةٍ تجاوزت ثلاثمئة مليون دولار، ولكن مغادرة مولالي للشركة لم تكن في صالحها، فقد عادت الشركة إلى التراجع منذ ذلك الوقت وهي الآن مهددةٌ مجدداً بالإفلاس إذا لم تعثر على منقذٍ جديد.
وبذلك نكون قد لمسنا التأثير والفارق الكبير الذي قد يحدثه شخصٌ واحدٌ في مسار كيانٍ هائلٍ بحجم شركة فورد
فإذا وجدت شيئاً مفيداً فيما عرضناه فنرجوا منك أن تشارك المقال.
بقلم سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك