هل ستسمح الثورة التكنولوجية بإنشاء سفن تصميم ريم أبو فخر |
أحدثت الطائرات بدون طيار ثورة |تكنولوجية| بالفعل في السماء، و|السيارات ذاتية القيادة| في النقل البري، لكن هل ستشمل الثورة التكنولوجية سفن شحن العملاقة؟
بالفعل ما حدث سابقاً من نهضة تكنولوجية عملاقة، شجع العديد من الشركات في التسابق إلى إنشاء سفن ذاتية القيادة، وخاصة سفن الشحن التي تبحر في المحيطات كي تساعد على قيادة التغير في مجال |الملاحة البحرية|.
وكانت من الشركات السباقة لهذه التقنية هي شركة |رولز رويس| (Rolls-Royce) البريطانية التابعة للشركة الألمانية |BMW|، اختارت هذه الشركة العمل مع الجامعات كما تواصلت مع عدة شركات أخرى لتطوير سفن شحن مستقلة غير مأهولة، تشبه إلى حد كبير بعض من |الطائرات بدون طيار| القتالية الأكثر تقدماً على هذا الكوكب، وهي سفن الشحن التي من شأنها أن تحتضن |التقنيات| المستخدمة في تلك الطائرات التجارية المتقدمة، وكذلك الموجودة في السيارات ذاتية القيادة مثل ليزرات الأشعة تحت الحمراء وكاميرات عالية الدقة والمستشعرات عالية التقنية، لتكون قادرة على الإبحار بكل امان من خلال مراقبة كل ما يجري حولها.
لماذا التوجه إلى سفن الشحن ذاتية القيادية؟
تقول شركة روز رويس بأن الاهتمام بالسفن ذاتية القيادة كي تقلص من نفقات الشحن الواقعة، وهي بالفعل قد تكون مجدية لذا قامت بصنع أول سفينة لها تدعى |ستيلا|، والتي تعمل في البلطيق لمساعدتها باكتشاف السفن الأخرى وتبحث عن العقبات.
بغض النظر عن شركة روز رويس هناك شركات أخرى من بلدان مختلفة، مثل الصين والولايات المتحدة وكندا وتركيا وهولندا والنرويج واليابان وغيرها من البلدان، تعمل هي الأخرى على تطوير سفن الشحن ذاتية القيادة الصديقة للبيئة.
وعلى ذكر النرويج أطلقت بالفعل سفينة شحن تدعى يارابيك لانك تعمل كلياً بالكهرباء، وتستخدم نوعاً من أنواع |التكنولوجيا| القيادة الذاتية التي تستند على |الذكاء الصناعي| للتعلم باستمرار من اجل التعرف على العوامل التي يجب تفاديها، فضلاً عن العوائق التي لا تشكل تهديدا عليها من تلقاء نفسها.
هل العملية ستقف هنا؟
بالطبع لا، فبالإضافة إلى تكنولوجيا ذاتية القيادة التي يجري تطويرها من اجل السفن، هناك شركات أخرى تعمل هي الأخرى على جيل جديد من |الأقمار الصناعية|، والذي يأمل في مساعدة شركات الشحن على نقل كميات هائلة من البيانات من سفن شحن ذاتية القيادة إلى مركز التحكم عن بعد على اليابسة بأسعار أرخص ومستوى عال من الدقة والأمان، وهذه البيانات التي سيتم استخدامها مستقبلاً ليتم قيادة السفينة عن بعد واتخاذ أفضل القرارات في عرض البحر من تلقاء نفسها.
كما ذكرنا سابقاً تعمل شركات الشحن على هذه التقنية من أجل تخفيض اليد العاملة وتكاليف النقل المرتفعة، هذا ليس كل شيء ستساعد أيضا على وقف الانبعاثات الصادرة من سفن الشحن الكبيرة، وخصوصاً الكبريت الذي يشكل خطر على البيئة حيث أن الانبعاثات الصادرة عن 15 سفينة شحن كبيرة تعادل ما ينتجه جميع السيارات في العالم.
إلى جانب الأنظمة ذاتية القيادة بعض الشركات تعمل على حلول أخرى كأنها مستوحات من الأفلام |الخيال العلمي|، ومن بين هذه الحلول تمكن أحد المهندسين في كاليفورنيا بتطوير تقنية التحكم لربابنة السفن عام 2017 من خلال عصاة التحكم، والذي تمكن من قيادة سفينة شحن عملاقة.
على الرغم من هذه التطورات التي سوف يشهدها قطاع سفن الشحن، إلى أن القوانين الدولية لا تسمح بسفن الشحن أن تبحر بدون طاقم، فهل سيتغير هذا القانون في المستقبل؟
بقلمي: صالح شاهين
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك