ما الذي أضافه مسبار نيو هورايزونز إلى معارفنا عن بلوتو؟ تصميم الصورة ريم أبو فخر |
كان العلماء يتوقّعون وجود كوكبٍ تاسعٍ وراء نبتون، ولكن اكتشاف ذلك الكوكب لم يتحقق إلا سنة 1930، ورغم اكتشاف وجوده فإن الكثير من الغموض ظل يغلّف ذلك الكوكب البعيد، فهو صغيرٌ وخافت، لأنه يعكس القليل من ضوء الشمس
ولذلك أراد العلماء إرسال |مسبار| يرصد ذلك الكوكب الذي أسموه بلوتو عن قرب، لإزالة الغموض الي يلفّه.
إطلاق مسبار نيو هورايزونز:
في صحراء فلوريدا الأمريكية عام 2006، أطلقت| وكالة ناسا| الصاروخ أطلس وعلى متنه المسبار نيو هورايزونز، وكانت وجهة ذلك المسبار هي كوكب| بلوتو|، وقد انطلق المسبار بعد تحرّره من الصاروخ بسرعةٍ بلغت ثمانين ألف كيلو مترٍ في الساعة
فوصل المسبار إلى مداره المحدّد حول الكوكب بعد تسع سنواتٍ من إطلاقه، وقبل وصوله لم يكن العلماء يعرفون شيئاً عن ذلك الكوكب تقريباً، ولا حتى عن حزام كايبر الذي يحيط بالمجموعة الشمسية كإحاطة السوار بالمعصم.
الغموض الذي اكتنف بلوتو:
يبتعد بلوتو عن الأرض حوالي سبعة مليارات كيلو مترٍ ونصف، وهذا ما جعله مع أقماره وكل ما يحيط به عالماً مجهولاً تماماً بالنسبة لنا، وحتى باستخدام |تلسكوب هابل| الضخم فإننا لم نستطع الحصول على أكثر من بعض الصور غير الواضحة له
ولذلك قرّرت ناسا استكشاف بلوتو عن كثب، فأرسلت مسبار نيو هورايزونز الذي انطلق أولاً نحو |المشتري| قبل أن يتخذ مساره إلى بلوتو.
لماذا المشتري أولاً:
كان اختيار المشتري كوجهةٍ أوليةٍ لنيو هورايزونز لسببين: الأول هو اختبار الكاميرات والأجهزة التي يحملها المسبار، والثاني هو الاستفادة من جاذبية المشتري لإعطاء المسبار قوة دفعٍ إضافيةٍ ليكسب المزيد من السرعة، ويقلّل من استهلاك الوقود ويقلّص زمن الوصول إلى بلوتو
فنجحت خطة المهندسين بزيادة سرعة المسبار بمقدار أربعة عشر ألف كيلو مترٍ في الساعة بعد دورانه حول المشتري.
قلب بلوتو العاشق:
في عام 2015، اتخذ المسبار مداره حول بلوتو، وبدأ بالتقاط الصور وجمع المعلومات وارسالها مباشرةً إلى الأرض، فاستطاع| العلماء| لأول مرةٍ في التاريخ أن يروا صوراً واضحةً لسطح بلوتو، فكانت صورة القلب العملاق المرسومة على سطحه أولى الصور التي جذبت انتباههم، ليتبين لهم فيما بعد بأن تلك المنطقة هي أكبر نهرٍ جليدي في المجموعة الشمسية كلها
ولكن ذلك النهر ليس من الماء بل من النيتروجين.
شارون أكبر أقمار بلوتو:
تتزين سماء بلوتو بخمسة أقمارٍ تدور حوله، وهي لا تقل روعةً وغرابةً عنه، فقمر "شارون" هو أكبر أقمار بلوتو ويرتبط معه بظاهرةٍ مشابهةٍ لظاهرة ارتباط القمر بالأرض
فهناك وجهٌ واحدٌ لشارون يمكن رؤيته من بلوتو دائماً، بينما يبقى الوجه الآخر مختبئاً طوال الوقت ولا يمكن رؤيته من الكوكب.
سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك