رحلة بحث حول العملات الرقمية - الجزء الأول - تصميم الصورة : رزان الحموي |
مواقف الدول والحكومات
تختلف مواقف الحكومات من العملات الرقمية كثيراً، فهناك من يدعمها ويروّج لها، وهناك من يرفضها تماماً، وبين هذا وذاك، نجد من يحذّر منها، ومن يضع قيوداً عليها، ومن ينظر إليها بريبةٍ واستغرابٍ حتى الآن، ومع ذلك فقد انتشرت العملات الرقمية أكثر من المتوقع، فهل استطاعت تلك العملات فرض نفسها رغم كلّ الشكوك المثارة حولها؟
التسمية الأكاديمية للعملات الرقمية
بدأت الكثير من الدول في أمريكا وأوروبا بتشريع استخدام العملات الرقمية ووضع الأنظمة والقوانين الضابطة لها، ولكنها لا تستخدم مصطلح العملات الرقمية عند الدلالة عليها، بل تستخدم مصطلح أدواتٍ مالية، فالعملة يجب أن يكون لها وحدة ائتمان مرتبطةٍ بالقوة الاقتصادية للدول، كما يجب التمييز بين |التكنولوجيا| التي خلقت تلك الأدوات المالية وبين الأدوات نفسها، فتلك الأدوات هي ثمار التكنولوجيا المسماة "بلوكشين"، ومن المحتمل جداً أن تصبح تلك الأدوات المالية عملاتٍ رقميةً عندما تصبح شرعيةً تماماً.
من أين تكسب العملات الرقمية قوتها؟
يرى بعض المحللين والخبراء الماليين بأن القوة التي تمتلكها العملات الرقمية اليوم ناتجةٌ عن كونها أدواتٍ تضاربيةٍ بحتة، وليس بسبب الثقة الكبيرة بها أو بمستقبلها، فهي لا تمتلك أية قيمةٍ حقيقية، ولذلك تتقلّب أسعارها بشكلٍ كبير وبسرعة، ومنذ انتشار |جائحة كورونا| عام 2020 قامت كبرى البنوك المركزية بضخ الكثير من الأموال بين مواطنيها، فوجد الناس بين أيديهم أموالاً يمكن استثمارها بعد أن انخفضت التعاملات الشرائية بسبب تلك الجائحة، فوجد الكثير من الناس أن الاستثمار في العملات الرقمية واردٌ جداً.
لماذا زاد إقبال الناس على العملات الرقمية؟
تحدث اليوم عمليات شراءٍ كثيرة حول العالم باستخدام الأدوات المالية (العملات الرقمية)، وهي أشبه بالمراهنات، ولكنها لا تزال محدودةً إلى حدٍ ما، فمع صعوبة دخول |أسواق البورصة|، ومع تأخر الأرباح المحتملة من ورائها، يجد الكثير من الناس أن الاستثمار في العملات الرقمية هو الخيار الأمثل، خاصةً مع سهولة الوصول إليها والاستثمار فيها، مع إمكانية الحصول على أرباحٍ كبيرةٍ في أوقاتٍ قصيرةٍ بسبب تقلّبات أسعار تلك العملات.
موقف الشركات الكبرى من العملات الرقمية:
لازالت الشركات العالمية الكبرى لا تتقبل التعامل بالعملات الرقمية إلا بمحدوديةٍ كبيرة، فتقلّبات أسعارها قد تسبب لها خسائر كبيرة، إضافةً إلى تخوفها من مخاطر التعامل بتلك العملات كصدور تشريعاتٍ أمريكيةٍ تفرض نوعاً من الحظر على هذه العملات، ولذلك يمكن القول بأن ما يحدث حتى الآن هو مجرّد مضارباتٍ للحصول على أرباحٍ عاليةٍ في أوقاتٍ قصيرة، وهذا ما تتيحه تلك الأدوات المالية.
سليمان أبو طاقش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك