رحلة بحث حول العملات الرقمية - الجزء الثالث - تصميم الصورة : رزان الحموي |
لماذا تتخوف الحكومات من الأدوات المالية الرقمية؟
تهدّد هذه الأدوات السياسة النقدية للدول، فقد لا تستطيع الحكومات أن تتدخل في الأزمات المالية الكبيرة لحماية القدرة الشرائية لمواطنيها، أو لحماية عملاتها المحلية من الانهيار، ولذلك قد تشرّع الحكومات تلك الأدوات المالية كأدوات مضاربة، دون أن تشرّعها كعملاتٍ نقدية، فالعملات النقدية العادية من أهم وسائل الدولة في حماية عملتها واقتصادها، وإذا خسرت هذه الأداة ستقع في الكثير من المشاكل.
الملاذ المالي الآمن للناس
إن أية عملةٍ دوليةٍ تعكس قوة اقتصاد تلك الدولة، بينما تعكس قوة |العملات الرقمية| قوة تبني الناس لتكنولوجيا تلك العملة، وبالتالي لا يمكن أن تكون تلك العملات الرقمية ملاذاً آمناً للناس في فترة الأزمات، فعادةً يلجأ الناس إلى الذهب أو إلى السندات لحماية مدخراتهم، ولكن في حالة العملات الرقمية أين سيجد الناس الملاذ الآمن؟ فأسعار تلك العملات مرتبطةٌ كثيراً بأسهم |التكنولوجيا| وأسعارها، وبالتالي هناك تخوّف من التضخم المستقبلي المحتمل.
أكثر ما يخيف في العملات الرقمية
يتم تسعير العملات الرقمية بالدولار، فإذا قامت| الولايات المتحدة| بفرض حظرٍ ما على تلك العملات ومنعت تسعيرها بالدولار لسببٍ ما، كأن تعتمد عملةً رقميةً محددة لها، وترفض بقية العملات، فما هو مصير تلك العملات؟ وما هو مصير المتعاملين بها، ولعل هذا أكثر ما يثير القلق حول تلك العملات أو الأدوات المالية الرقمية، فهي حتى الآن لا تتمتع بالأمان المالي.
ما هي الوسائل التي قد تتبعها الحكومات لحماية العملات الرقمية؟
بدأ اقتصاد العالم يمرُّ بمرحلةٍ انتقاليةٍ بين النظام التقليدي القديم للعملات، والنظام المالي الجديد الذي قد يقوم كليةً على العملات الرقمية، فبدأت الكثير من الحكومات باتخاذ التدابير والإجراءات الضرورية لذلك، فالحكومات يجب أن تنظر إلى ما قد تجنيه وما قد تخسره في ظل الواقع المالي الجديد، والواضح حتى الآن أن العملات الرقمية المشفرة هي أحد أشكال العالم القادم الذي سيكون رقمياً في كثيرٍ من جوانبه، فالعملات الرقمية لا تنفصل عن تطبيقاتٍ تكنولوجيةٍ أخرى كالواقع الافتراضي المعزّز.
إذا كان العالم يتجه نحو الرقمنة بكل أشكالها، فمن الطبيعي أن يتحوّل النظام المالي العالمي إلى العملات الرقمية المشفرة، ولكنه بحاجةٍ إلى دراسة جميع المخاطر والمخاوف التي تحيط به، ومن الضروري إيجاد كل الضمانات والسبل الكفيلة بجعل عالم الغد عالماً أفضل وأكثر أماناً، فنرجو من القارئ مشاركتنا رأيه حول ذلك الموضوع.
لا تنسوا المشاركة ......
سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك