إحدى المعارك التجارية بين تسلا وأمازون - سليمان أبو طافش تصميم الصورة: ريم أبو فخر |
لو أُتيحت لأحدنا أن يدخل إلى شركة |تسلا|، ويأخذ منها أحد أسرارها الصناعية، فما هو السر الذي ينبغي أخذه؟ قد يقول أحدٌ ما بأن أفضل ما يمكن أخذه هو تقنية |القيادة الآلية|، وقد يقول آخر بأن أسرار التصميمات أو أسرار صناعة المدخرات هي الأهم، ولكن ذلك ليس دقيقاً تماماً، فرغم أهمية تلك الأسرار وقيمتها العالية، إلا أن ما يميز شركة تسلا عن غيرها شيءٌ مختلفٌ وأكثر أهمية.
أصعب مراحل الإنتاج:
تعتبر عملية إنتاج أي منتج، من أهم وأعقد العمليات، فقد وصف "|إلون ماسك|" صاحب شركة تسلا عملية الإنتاج بأنها جحيم الإنتاج، ونظراً لأهمية هذه المرحلة بالنسبة لأية شركة، فقد تلجأ بعض الشركات الصاعدة في محاولتها لاختصار الوقت، إلى سرقة أسرار هذه العملية من شركةٍ أخرى أقدم وأكثر خبرة، وقد تعرّضت شركة تسلا لمثل هذه السرقة عدة مرات.
صناعاتٌ رائجةٌ في المستقبل:
أصبحت تقنيات صناعة |السيارات الكهربائية|، إحدى أهم التقنيات الحديثة، بعد أن اتجهت إلى صناعة السيارات ذاتية القيادة، وتقدّر قيمتها اليوم في مختلف دول العالم بنحو تريليوني دولار، وهذا الرقم مرجحٌ للزيادة، ولذلك نجد الكثير من الشركات الصاعدة والقديمة تحاول حجز مكانٍ لها في سوق انتاج السيارات.
ما الذي طمحت إليه شركة زوكس؟
من أحدث الشركات التي دخلت عالم صناعة السيارات الكهربائية، شركة "زوكس zoox"، ولكنها لا تطمح إلا إنتاج السيارات الخاصة مثل شركة تسلا، ولكنها تهدف إلى سوقٍ أوسع، هو سوق سيارات النقل العامة وسيارات الأجرة، وهي طبعاً ستكون |ذاتية القيادة|، بحيث يحدد الزبون عنوان الموقع الذي يريد الذهاب إليه فقط، فيتولى السائق الآلي مهمة إيصاله إلى وجهته.
فكرةٌ قديمةٌ تم تجديدها:
إن فكرة وسائل النقل العامة المعتمدة على تحديد الموقع ليست حديثة، فهي موجودةٌ فعلاً في شركة |أوبر| الشهيرة، وموجودةٌ في بعض الشركات المحلية حول العالم، ولكنها لا زالت تستخدم السائقين البشر، أما في المستقبل فستحلُّ تطبيقات |الذكاء الاصطناعي| والقيادة الالية محلَّ البشر في هذا المجال، وهذا ما سيوفر على الشركات مبالغ طائلة.
تأسيس شركة زوكس:
تأسست شركة زوكس سنة 2014 على يدي مصمٍ أسترالي الأصل يدعى "تيم كينتن كلاي"، وقد بقي متكتماً على مشروعه لوقتٍ طويل، حتى أطلق شركته مع صديقه "جوسي ليفينسون" في عام 2018، بعد أن وضع مع فريقه التصميم النهائي لسيارة زوكس، وحصل على الموافقات والتراخيص اللازمة وخاصةً حول اختبار سيارته في الطرق العامة.
شركة زوكس تطعن مؤسّسها بعد عامٍ واحد:
احتاجت شركة زوكس كغيرها من الشركات الصاعدة إلى الكثير من الأموال، فلجأت إلى المستثمرين، واستطاعت أن تجمع حوالي خمسمئة مليون دولار، ولكن قيمتها في عام 2018 بلغت 3.2 مليار دولار، وهذا ما دلَّ على المستقبل المشرق الذي ينتظر هذه الشركة، ولكن مجلس إدارتها قرّر فجأة التخلي عن مؤسسها ومديرها التنفيذي "تيم" في عام 2019.
بقلمي: سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك