تطور العمليات الجراحية عبر الزمن -الجزء الخامس- تصميم الصورة : رزان الحموي |
لنتابع قصة التخدير
كان ديفي سيء الحظ لأنه لم يُفصِح عن فكرته في التخدير، فبعد عدة سنوات وتحديداً في سنة ١٨٤٢ قام أحد الأطباء بإجراء عملية لمريض مستخدماً في تخديره الكحول، عن طريق استنشاق المريض لكمية كبيرة من الكحول.
بعد هذا بدأ الناس يأخذون |الكيمياء| بعين الاعتبار، حيث ظهر طبيب اسمه جيمس سيمسون قام باستخدام الكلوروفورم لأول مرة في التخدير، وبعد ذلك في سنة ١٨٤٤ استخدم نفس الطبيب |الكوكائين| في التخدير الموضعي.
وهكذا أصبح لدينا خيارات متعددة في مجال التخدير، وهذا كان من الأشياء المريحة جداً بالنسبة للمرضى حيث كان بإمكانهم اختيار الطريقة التي يفضلون تخديرهم بها.
من التخدير إلى التعقيم
بعد الانتهاء من حل مشكلة التخدير ظهرت مشكلة جديدة للأطباء، ألا وهي التعقيم والمشاكل التي كانت تحدث للمرضى بعد إجراء العمليات الجراحية لهم، وذلك نتيجةً لأن الأدوات التي كان يستخدمها الطبيب غير معقمة وملوثة بشكل كبير، وهذا كان من شأنه تعريض المريض لأنواعٍ مختلفة من الجراثيم.
في سنة ١٨٦٥، ظهر طبيب اسمه جوزيف لستر والذي فعل مفاجأة في تلك السنة وهي إجرائه لأول عملية جراحية مطهَّرة، وذلك عبر قيامه بِرَش |حمض الكربونيك| على جسم المريض قبل فتحه، ليأتي الألمان بعد هذا ويقومون بتعقيم أيادي وأدوات الجرَّاحِين القائمين على العملية علاوةً على تعقيم جسم المريض.
وفي سنة ١٨٩٠ بدؤوا بتصنيع القفازات البلاستيكية
لكي يستخدمها الأطباء أثناء إجراء العمليات الجراحية وبهذا بدأ لدينا عصرٌ جديدٌ من الطب والعمليات الجراحية مبنيٌّ على معرفةٍ دقيقة بجسم الإنسان وتفاصيله، و عملياتٍ جراحية معقمة ومطهرة، ومريضٍ لا يشعر بأيِّ ألمٍ أثناء الجراحة وذلك بسبب اختراع التخدير، هذا كله جعل الأطباء أكثر قابلية لإجراء عمليات أكثر دقة من العمليات العشوائية والمؤلمة والملوَّثة التي كانوا يقومون بها قبل ذلك.
إلى هنا عزيزي القارئ نكون قد وصلنا لنهاية الجزء الخامس، إذا أردت معرفة العصر الجديد للطب والعمليات الجراحية بعد هذا الوقت تابع معنا الجزء السادس.
فضلاً شاركنا آراءك الرَّائعة من خلال التَّعليقات ^-^
آية الحمورة
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك