|
لا أحد يعرف بالضبط سبب إقصاء "تيم" كما تحدثنا في المقال السابق ، فهو لم يقل شيئاً، وكذلك لم تعلن الشركة عن سبب ذلك، ولكن المتوقع أن يكون "تيم" فد تدخل لمنع دخول بعض المستثمرين إلى الشركة، ما حرمها من أموالٍ كثيرةٍ كانت ضروريةً لتمويل الشركة، ولذلك أراد بعض المستثمرون إبعاد "تيم" عن الشركة.
بدء العد التنازلي لشركة زوكس:
لم يكن "تيم" أول مؤسّس شركةٍ يُطرد منها، فقد حدث ذلك سابقاً مع "|ستيف جوبس|"، ولكن شركة "|زوكس|" أكملت مشوارها بعد مغادرة "تيم"، فعيّنت مديرةً تنفيذيةً جديدة، كانت نائب مديرٍ لشركة "انتل"، ولكن الشركة منذ ذلك الوقت بدأت أسهمها تنخفض وسمعتها تتراجع، فبدأت تخسر حوالي ثلاثين مليون دولار شهرياً.
أمازون تشتري زوكس:
في خضمِّ تخبُّط شركة زوكس، ومعاناتها المالية، وجد "ستيف جوبز" الفرصة متاحةً أمامه للانقضاض عليها، كيف لا وهو الطامح للسيطرة على كل شيء، فتواصلت شركة |أمازون| مع شركة زوكس التي رفضت العرض في البداية، ولكنها اضطرت للقبول به بعد أن اوشكت على الإفلاس، فاشترت أمازون شركة زوكس بمبلغ 1.2 مليار دولار، أي بنصف قيمتها المقدرة قبل سنتين.
ما الذي دفع أمازون لشراء زوكس؟
تريد شركة أمازون التخلّص نهائياً من تكاليف إيصال منتجاتها إلى زبائنها، فقامت بفعل كل ما يلزم لذلك، فاستثمرت في تطوير الروبوتات العاملة في المخازن، وأصبحت تمتلك أسطولاً من الطائرات لتأمين النقل الجوي لمنتجاتها، وبقي عليها ان تتخلص من التكاليف المدفوعة لسائقي السيارات، والتي تشكّل 40% من مجموع التكاليف.
مستقبل عملية التسوق:
يمكن تقليص نفقات الإنتاج كثيراً عند الاستغناء نهائياً عن اليد العاملة البشرية، فالروبوتات تقوم بتحميل المنتجات في |سياراتٍ ذاتية القيادة|، تجوب شوارع المدن حتى تصل إلى عنوان الزبون، فيخرج من تلك السيارة روبوتٌ آخر يقوم بتسليم المنتج إلى الزبون بعد أن يبلّغه برسالةٍ نصيّةٍ بأن ما طلبه أصبح على باب بيته، وهذا هو مستقبل التسوق في العالم الحديث.
أرباحٌ أخرى يمكن تحقيقها:
إن توصيل الطلبات إلى المنازل باستخدام السيارات ذاتية القيادة، ليس سوى جزءٍ بسيطٍ من المكاسب التي تطمح إليها شركة أمازون، ولكن المكسب الأكبر سيأتي من سيارات النقل العامة، وهذا ما يجعل شراء شركة أمازون لشركة زوكس مكسبٌ كبيرٌ في المستقبل المنظور، مع أن شركة أمازون لديها استثماراتٌ أخرى في بعض الشركات العاملة في نفس هذا المجال، ولعلها تخطط للاستيلاء عليها عندما يحين الوقت.
ما الذي اشترته أمازون مع زوكس:
عندما اشترت شركة أمازون شركة زوكس فهي لم تشترِ المصانع والمكاتب فقط، بل اشترت أيضاً العقول والخبرات والتصاميم التي عملت عليها شركة زوكس طويلاً، وهذا يُكسبها الكثير من الوقت الذي ستهدره على بناء تلك الإمكانات فيما لو أرادت ان تبدأ مشروعاً مشابهاً من الصفر، وهذا الوقت بحد ذاته مكسبٌ كبير.
بقلمي: سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك