هل تود التعرف على حكاية "أنا وليلى" التي غناها كاظم الساهر ؟ تصميم الصورة : رزان الحموي |
لطالما كان التعبير عن مكنونات ذواتنا أمر غريب لاسيما لو كنا نعاني من| قصة حب| وكان مصيرها الفشل فالمشاعر المدفونة تتفجر في إنجاز يخلد على مر الأيام والسنين
فالرسام سيقوم برسم إعجوبة والعازف سيؤلف نوتة ليس لها مثيل والشاعر سيكتب أجمل ما قد خطته يداه فترجمة المشاعر هي أعظم أنواع الفن وأسماه وكل القطع الفنية المخلدة في التاريخ إلى يومنا هذا كانت وفي كثير من الأحيان ترجمة لمشاعر صانعيها
اليوم سنتحدث في مقالنا التالي على أحد أجمل القصائد التي غنت بصوت القيصر كاظم الساهر ولامست قلوبنا وذرفنا الكثير من الدموع عليها فهيا بنا.....
- تبدأ القصة مع شاب عراقي يدعى بحسن المرواني
متواضع يحب الشعر حباً جماً ملتحق بالدراسة الجامعية بقسم اللغة العربية في جامعة بغداد وبين أروقة الجامعة الكبيرة ومدرجاتها وجد ضالته ليلى وبدأ |الحب| تتقد نيرانه في قلبه أكثر فأكثر
إلى أن أصبحت خليلة روحه وكان هذا الحب يكبر بالسنون ويزداد عظمة هكذا إلى أن حان وقت التخرج قامت ليلى بمواجهته بظروفه الصعبة وشاءت الأقدار أن تنتهي هذه القصة الملحمية بخطوبة ليلى لشاب آخر يمللك الأموال والأملاك الكثيرة .
- وفي ليلة حفل التخرج وفي قاعة الحصري تحديداً
كان من ضمن برنامج حفلة التخرج فقرة الشعروكان شاعرنا وبطل أغنيتنا مشارك حينها بقصيدته العظيمة "أنا وليلى" و"إشطبوا أسمائكم "
فقام بإعتلاء خشبة المسرح يلقي لليلاه قصيدته التي كان بإعتقاده أنها لن تكون مفهومة لأحد غيره هو وليلى وبدأ بقول :
-ماتَتْ بِمحرابِ عَينيكِي إبتهالاتِي
وإسْتَسْلَمَتْ لِرياحِ اليَأسِ راياتِي
-جَفّتْ على بَاْبِكِ المَوصُودِ أزْمِنَتِي
لَيلْى ...ومَا أَثْمَرَتْ شَيْئاً نِداءَاتِي .
-من عام 1971 وحتى مطلع التسعينيات من القرن الماضي ،نسبت القصيدة لكثير من الشعراء وظلت تنشر بالصحف والمجلات إلى أن قرأها |كاظم الساهر| عام 1986 وقرر تبني رحلة البحث على البطل صاحب القصيدة واستمر البحث إلى مطلع التسعينيات وجاء حسن المرواني شخصياً وأعطاه القصيدة كاملة وقام حينئذ كاظم بإسماعه اللّحن وبكى حينها ....
- صرح حسن كثيراً عن الرهبة التي يشعر بها عندما يلقيها
ويحس أنه يقوم بهذا الأمر للمرة الأولى فليلى مازالت على ملامحه قابعة وساكنة قلبه ولم تغادره أبداً وفي عام 1998 صدرت أغنية أنا وليلى بصوت كاظم الساهروإحتلت المرتبة السادسة عالمياً كافضل أغنية حينها .
قبل عشر سنوات وتحديداً عام 2011 أرسلت بطلة قصتنا ليلى لحسن المرواني طلب صداقة على تطبيق| فيس بوك| وإلتقى الإثنين لقاء أخوي ودي وتبادلا العتاب والأخبار والكثير من الأحاديث التي لم تنتهي قبل 50عام، وقررا أن يبقيا أصدقاء وعلى تواصل دائم .
فما يكتب بالقلب لا يموت أبداً
فالقصيدة بصدقها عاشت 50سنة وغناها القيصر بصوته وهكذا تكون قد تخلدت إلى الأبد قصة حب ستكون عابرة للزمن والمكان ويمكننا أن نلاحظ أهمية الفن في تخليد قصص الحب العذري ،فلو ماتت وإنتهت هذه القصص سيبقى الفن المحاك على أطلاها يروي اللوعة الأولى والإحساس الأول لها ويخلدها إلى الأبد .
شاركنا رأيك بالتعليقات
ميس الصالح
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك