الصفقة السرية بين الصين وآبل تصميم الصورة رزان الحموي |
قبل عدة سنوات، قامت السلطات الكندية بناءً على طلب حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، بتوقيف المديرة المالية في شركة "هواوي" الصينية، وهي ابنة مؤسس الشركة أيضاً، وقد تزامن ذلك مع النمو السريع الذي كانت تحققه شركة "هواوي" من حيث المبيعات، فقد أصبحت الشركة الثانية عالمياً بعد شركة سامسونج، أي أنها تجاوزت |شركة آبل|، وكانت الشركة الأكثر نمواً في العالم.
الحرب التجارية وتداعياتها:
مع التقدم الكبير الذي بدأت الشركات الصينية تحققه على مستوى العالم، ازداد الصراع التجاري بين |الصين| و|الولايات المتحدة|، فوجدنا الولايات المتحدة تفرض المزيد من التعريفات الجمركية على المنتجات الصينية، وتضع الكثير من الشركات الصينية في القائمة السوداء
ورأينا الصين ترد بالمثل، ولكن هذا الأمر لم يشمل منتجات شركة آبل
فما هي حقيقة العلاقة بين الصين وشركة آبل؟
ولماذا استثنتها الصين من عقوباتها؟
الشركات الكبرى تغادر الصين:
بدأت بعض الشركات الكبرى بمغادرة الصين في السنوات الأخيرة
وذلك لأن الصين نفسها أرادت إخراجها، مثل شركتي "|غوغل|" و"|فيسبوك|"
أو لأن تلك الشركات لم تعد قادرةً على منافسة الشركات الصينية، مثل شركة "|أمازون|" وغيرها، وهناك شركات أخرى مثل "فوكسكون" و"بيغاترون " التايوانية التي تقوم بتصنيع معظم قطع هواتف أيفون، والتي أصبحت من كبرى الشركات في الصين، والتي لم تتأثر حتى حينها بالعقوبات الصينية.
لماذا تطرد الصين بعض الشركات الأجنبية؟
حافظت تلك الشركات التايوانية على نموها في الصين حتى سنة 2014، عندما أرادت الصين أن تجعل كبرى شركاتها ذات أصلٍ صيني، فهي في النهاية دولةٌ شيوعية، ووجود مثل تلك الشركات الأجنبية يجعلها أقرب إلى الدول الرأسمالية
ولكن تلك الشركات الأجنبية لم تكن غافلةً عن مخططات الصين، فبدأت تنقل مصانعها إلى دولٍ أخرى كالهند والمكسيك وفيتنام، وكانت شركة "فوكسكون" من الشركات التي بدأت تنتقل إلى الهند منذ سنة 2015.
هل تستغني شركة آبل عن شركة "فوكسكون"؟
أدركت الصين سريعاً بأن انتقال شركة "فوكسكون" إلى الهند سيعني حتماً انتقال شركة آبل أيضاً، لأن معظم قطع هواتف| آيفون |يتم انتاجها في شركة "فوكسكون"
ولكن السوق الصينية تزوّد شركة آبل بعشرين بالمئة من وارداتها، ما جعل الاستغناء عن السوق الصينية أمراً غير مرغوبٍ فيه بالنسبة لشركة آبل
فلم تجد أمامها سوى الاستغناء عن شركة "فوكسكون" مع أن ذلك قد يبدو صعباً عليها.
الصفقة السرّية:
تقول بعض التسريبات، بأنه في سنة 2016 سافر المدير التنفيذي لشركة آبل إلى الصين وأجرى صفقةً سريةً مع الحكومة الصينية، حيث تعهد بأن شركة آبل ستصرف 275 مليار دولار في السنوات الخمسة القادمة في الصين، ضمن مساعي الصين في خططها التنموية
كما تعهدت آبل بمساعدة الشركات الصينية على تطوير أنفسها في مجالات التقنيات المتقدمة.
ما الذي تعهدت آبل بتقديمه للصين أيضاً؟
إضافةً لما سبق، فقد تعهدت شركة آبل بأنها ستدرّب المواهب الصينية، وستزيد المكونات الصينية في منتجاتها، كما ستعقد بعض الاتفاقيات مع شركات البرمجيات الصينية
وستقوم ببعض التعاون التكنولوجي مع الجامعات الصينية، كما ستستثمر بشكلٍ مباشرٍ في بعض الشركات الصينية الناشئة، وقد أوفت شركة آبل بمعظم تلك التعهدات
ولعل هذه الصفقة هي ما منعت الصين من استهداف تلك الشركة بعقوباتها.
سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك