ما الذي يجبر شركة آبل على إبقاء مصانعها في الصين؟ تصميم الصورة رزان الحموي |
من المعروف بأن الأيادي العاملة متوفرةٌ ورخيصةٌ في الصين، فهل هذا صحيح؟
وهل هذا هو السبب الوحيد الذي دفع شركة آبل إلى تصنيع هواتف آيفون هناك؟ أم هناك أسباباً أخرى خفية وراء ذلك؟
تشير الإحصاءات إلى أن متوسط أجور اليد العاملة الصينية قد ارتفع كثيراً في السنوات الأخيرة، فقد كان لا يزيد عن أربعمئة دولار في الشهر سنة 2009
ولكنه في سنة 2018 وصل إلى ألف دولار، ومن المرجح أن يرتفع أكثر
ما يعني بأن أجور| اليد العاملة |في الصين أصبحت أعلى بكثير من الأجور في دولٍ أخرى، وهذا يدلُّ على أن رخص اليد العاملة الصينية لم يعد عامل جذبٍ للشركات الأجنبية.
توفر الأيدي العاملة الخبيرة وليست الرخيصة:
لم تعد الصين من الدول المتميزة برخص اليد العاملة فيها، وتدل الدراسات إلى أن معدل ارتفاع متوسط الرواتب والأجور فيها سيجعلها مشابهةً لكبرى الدول الصناعية خلال السنوات العشرة التالية
ولكنها لا زالت توفّر الكثير من الأيدي العاملة المدرّبة، فشركةٌ بحجم |شركة آبل| مثلاً، تحتاج إلى أكثر من مئتي ألف عامل، وهذا العدد من العمّال قد لا توفّره أية دولةٍ أخرى غير الصين
فالولايات المتحدة مثلاً لا يمكن لها أن توفر هذا العدد من العمال.
ميزاتٌ أخرى يقدّمها العمّال الصينيون:
إضافةً إلى توفّر اليد العاملة في الصين، فإنه من الممكن تأمين كل العدد المطلوب من العمّال من مدينةٍ واحدةٍ فقط، وهؤلاء العمال مدربون جيداً ويتقنون عملهم
ويتميز الصينيون أيضاً بإخلاصهم وتفانيهم في العمل
وتستطيع الشركة الأم عند الضرورة، أن توقف أي عددٍ من العمال عن العمل، كما تستطيع استبدالهم إذا اضطرت لذلك.
مثال على تفاني الصينين في عملهم:
في سنة 2007 وقبل إطلاق هواتف| آيفون| بأشهرٍ قليلة، كان| ستيف جوبز| يستخدم نموذجاً تجريبياً للهاتف، فلاحظ أن شاشته بدأت تتعرض للخدش، وكان يريد لمنتجه أن يكون مثالياً
فطلب من الشركة أن تجعل شاشات الهواتف مقاومةً للخدش، وكان ذلك يعني تغيير عددٍ كبيرٍ من شاشات الهواتف التي تم تصنيعها خلال وقتٍ قصير
فلم تستطع أية مصانع تحقيق ذلك باستثناء المصانع الصينية، ما يعني بأن الصينين مميزين بعملهم.
عوامل أخرى غير اليد العاملة الخبيرة:
لا يتوقف اختيار شركة آبل للصين من أجل بناء مصانعها على توفّر الأيدي العاملة الخبيرة فقط، فهناك أيضاً مشكلة متطلبات التصنيع، فتصنيع |الهواتف الذكية |يتطلب معادن خاصةً ونادرة
وتلك المعادن لا تتوفر في أي مكان في العالم بقدر توفّرها في الصين، فالصين هي أكبر منتجٍ لهذه المعادن، ولديها أكبر احتياطي منها في باطن الأرض
كما أن استخراج تلك المعادن في الصين هو الأسهل والأقل تكلفة.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك